نقل سفير دولة كبرى إلى أحد كبار المسؤولين، أن «احتمالات التصعيد والحرب الواسعة ضعيفة جداً»، مؤكّداً أنّ لا أحد يرغب في ذلك، ومشيراً إلى ترقّب اجتماعات لجنة «الميكانيزم» في المرحلة المقبلة، موحياً أنّ الأميركيِّين راغبون في إنجاح اللجنة بصورتها الجديدة التي أصبحت عليها بإشراك مدنيِّين فيها، وكان الدافع الأساس إلى ذلك.
وأكد السفير أنّ «رعاة لجنة «الميكانيزم» مُصرّون على إنجاحها في مهمّتها، وقيامها بالدور الفاعل الذي يعوّل عليه أن يفضي من خلال التفاوض الجاري فيها عبر ممثلين عسكريِّين ومدنيِّين لبنانيِّين وإسرائيليِّين، إلى إيجابيات تثبت الأمن والإستقرار على جانبَي الحدود، لكن هذا الأمر قد يتطلّب بعض الوقت، إنّما ليس الوقت الطويل».
ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، أشار مصدر سياسي مشارك في حركة الاتصالات واللقاءات مع الوفود الخارجية، إلى أنّ الأجواء التي تُنقَل تُفيد بتشديد الدول، خصوصاً الراعية للجنة «الميكانيزم» على أهمّية دورها، كونها في المرحلة الحالية تُشكِّل نافذة عسكرية سياسية ديبلوماسية لمنع الانزلاق نحو تصعيد واسع.
إلّا أنّ ذلك، في رأي المصدر السياسي عينه لا يعدو أكثر من تعبير عن مشاعر، لا يُغيِّر في واقع الحال. فاللجنة منذ تشكيلها بدت إطاراً شكلياً، فاقدة للفعالية والدور، وتحوّلت في كل اجتماعاتها إلى منبر شكلي وصفر نتائج. وبالتالي ستبقى اللجنة على حالها هذا، ما لم تُمنَح الدور الفاعل، وقدرة الضغط الحقيقي لإسرائيل على وقف خروقاتها وإلزامها باتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي جعلت منه فسحة حركة أوسع لها، وتتصرّف بحرّية ميدانية شبه كاملة، من دون رادع أو ضوابط لها.
كما لفت المصدر عينه إلى أنّ «ثمة وعوداً قد قُطِعت بأن تحمل المرحلة المقبلة (ربطاً باجتماعات «الميكانيزم») إيجابيات ملموسة، ونحن ننتظر ونترقّب ما يُحكى عن فعالية جديدة في عمل هذه اللجنة، عبّر عن خشية بالغة ممّا تبيّته إسرائيل التي من الواضح أنّها لا تريد «اليونيفيل»، ولا القرار 1701 ولا اتفاق وقف الأعمال الحربية، وما يصدر عن مستوياتها السياسية والعسكرية، وكذلك عن الإعلام العبري، يكشف بأنّها تريد فرض قواعد جديدة لمصلحتها، وصولاً إلى المنطقة العازلة، وبأنّها تُمهِّد إلى ذلك في ظل اتفاق اعتبرت أنّه يعُطيها حرّية الحركة، وتعوّل من خلال تماديها في التصعيد على خلق ظروف معيّنة في لحظة ما، تلزم لبنان بقواعد تفرضها، ولا يستطيع أن يرفضها. وقد كان لها الدور الأول في إخلاء المنطقة الجنوبية من «اليونيفيل» (حتى آخر السنة المقبلة)، وإفراغ المنطقة من «اليونيفيل» يعني بالتأكيد إفساح المجال أمام الخطة الإسرائيلية بإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان».














