أكّد مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية»، انّ المفاوضات ومساعي الموفدين أحرزت صفر تقدّم على خط الحل. كاشفاً «انّ الكلام الأخير للسفير الأميركي ميشال عيسى لا يُصرف في الداخل، إذ لا يمكن الفصل بين الحرب العسكرية على «حزب الله» ومسار التفاوض مع الدولة اللبنانية، والإسرائيلي يكذب، فهو لا يهتم بإدخال المدني ولم يثمّن خطوة لبنان المتقدّمة، لأنّه يريد استمرارية العدوان من دون توقف، وهذا ما وصلنا بشكل واضح وصريح».
وقلّل المصدر من التهويل بالحرب الكبرى، لافتاً إلى «انّ الجميع في حالة انتظار في ظل فراغ سياسي شامل في البلد، حيث لا أحد يملك تصوراً للحل». وسأل: «من يتحدث عن طروحات ومبادرات فليكشف لنا الورقة التي تسلّمها لبنان؟ أين هي الورقة التي يُعمل عليها لنقول إنّ هناك أخذاً ورداً وتقدّماً هنا أو تعسراً هناك، أو هناك عقد تنتظر الحلحلة». وأضاف المصدر: «على أي أساس يريدون من «حزب الله» تسليم سلاحه؟ أين هو العرض، وماذا عن الضمانات؟ وعملياً أين هو المشروع الذي نضعه أمام الحزب على الطاولة لنفاوضه على السلاح؟».
وكشف المصدر «انّ «حزب الله» وافق على التفاوض، وأبلغ إلى رئيس الجمهورية أن لا مانع لديه من تطعيم «الميكانيزم»، وطلب في المقابل أن توقف إسرائيل اعتداءاتها، الأمر الذي لم ولن يحصل طالما انّ نتنياهو يتنفس حرباً، وطالما انّ الأميركي لا يتدخّل في شكل صارم للجمه»…
وإلى ذلك، قالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، انّ تسريبات عدة صدرت من واشنطن وتل أبيب في الأيام الأخيرة، تتضمن رؤيتهما لما ستتضمنه جلسات التفاوض المقبلة في الناقورة، وتتركّز خصوصاً حول استكمال تنفيذ بنود اتفاق وقف النار في جنوب نهر الليطاني، والحصول على ضمانات رسمية لبنانية حول الشق المتعلق بحصر السلاح في يد الجيش اللبناني كاملاً، في شمال الليطاني أيضاً، بدءاً من السنة المقبلة.
وأشارت المصادر إلى أنّ تسمية لبنان للسفير السابق في واشنطن سيمون كرم رئيساً لوفده المفاوض في لجنة «الميكانيزم»، بموافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري، تؤسس لمرحلة جديدة هي اليوم قيد التبلور، بوساطة أميركية وفرنسية وعربية. وأبرز محطاتها قيام السفير الأميركي بزيارة برّي للمرّة الثانية خلال 24 ساعة. وقرأت المصادر في ذلك مدلولين مهمّين: الأول هو تأكيد دور بري كمحاور أساسي في هذا الملف، والثاني هو وجود أفكار معينة قيد النقاش، تحضيراً للجلسة المقبلة، يشارك فيها الأميركيون في شكل حثيث بالتنسيق مع رئيس المجلس.
وقد علّق بري خلال استقباله مجلس نقابة الصحافة أمس على ما صدر عن الموفد الأميركي توم برّاك حول ضمّ لبنان إلى سوريا، فقال: «ما حدا يهدّد اللبنانيين»، واعتبر ما قاله الأخير بأنّه «غلطة كبيرة غير مقبولة على الإطلاق». وحدّد بري المسلمات التي يفاوض عليها لبنان في إطار لجنة «الميكانيزم» بـ«الانسحاب الإسرائيلي، إنتشار الجيش اللبناني، وحصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني بيد الجيش اللبناني».














