“نفط سائل” شمال “كاريش”.. والعدو يرصد تحضيراً “للشفط”!

في الوقت الذي ينهمك لبنان الرسمي بالتحضير لزيارة الوسيط الأميركي، عاموس هوكشتاين، الذي يفترض أنه “سيأتي إلى بيروت الأحد أو الاثنين”، كشفت مصادر في وزارة الخارجية لـ”الأخبار” أن “لبنان لم يتبلّغ رسمياً موعد الزيارة بعد، لكن لا شيء يمنع ذلك في حال استجد أي أمر”، مع التأكيد أن محادثات تجري على مستوى مسؤولين لبنانيين وأميركيين لإعادة استئناف “المسار الديبلوماسي لحل الخلاف البحري الحدودي بين بيروت وتل أبيب”.

في غضون ذلك، استأنف رئيس الجمهورية اتصالاته للبحث في آخر التطورات، واطلع من قيادة الجيش على آخر الإحداثيات بالنسبة لتموضع سفينة الإنتاج اليونانية. وعلمت “الأخبار” أن القصر الجمهوري الذي تبلغ من النائب الياس بو صعب (بصفته مكلفاً شأن متابعة ملف الحدود البحرية مع الأميركيين) آخر المستجدات حول تواصله مع المسؤولين الأميركيين، صرف النظر مبدئياً عن دعوة سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وتفرّغ لمتابعة الملف مع الجانب الأميركي.

في هذه الأثناء، كان العدو الإسرائيلي يستكمل نشاطه جنوب الخط 29، وقالت مصادر مطلعة لـ”الأخبار” إن “الخوف ليس من المكان الذي رست فيه السفينة لكن مما يمكن أن تستخرجه ومن أي آبار”، لافتةً إلى أن سفينة التنقيب Stena IceMax التي تعمل لمصلحة شركة “هاليبرتون” الأميركية، باشرت منذ أيام عملية حفر بئر رابع في الجزء الجنوبي من حقل “كاريش”، بمحاذاة الخط 29، تحت اسم KM-04 بعدما بيّنت مسوحاتها احتمال وجود “نفط سائل” أسفل البئر KN-01 الموجود في الجزء الشمالي من “كاريش”، أي ضمن حيّز الخط 29.

ورجحت المصادر أن Stena IceMax ستنتقل بعد أسابيع إلى شمال “كاريش”، ليصار بعدها إلى تحويل بئر التنقيب KN-01 إلى بئر إنتاج، وربطها مع الآبار التي ستباشر منصة الإنتاج التابعة لـ”أنرجين” عملية الاستخراج منها، “وهذا ما يجب أن نخشاه”.

واستغربت المصادر تعامل القوى السياسية مع الملف، مشيرةً إلى ما حصل أمس في مجلس النواب، حيث لم تعقد جلسة تشريعية للنقاش في اقتراح القانون الذي تقدم به منذ يومين النائب حسن مراد، القاضي بتعديل المادة 17 من القانون 163/2011 وتضمينه خريطة وإحداثيات المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة جنوباً، لتشمل النقطة رقم 29. وفسّر ذلك على أنه محاولة من رئيس المجلس، نبيه بري، لإفساح المجال أمام المشاورات مع الأميركيين.