كشفت دراسة علمية حديثة عن أدلة تربط بشكل غير مباشر بين النشاط البركاني في منتصف القرن الرابع عشر واندلاع وباء الطاعون الأسود في أوروبا.
حلّل باحثون من جامعة “كامبريدج” ومعهد “لايبنتز” الألماني بيانات المناخ المخزنة في حلقات أشجار جبال البرانس الإسبانية، ووجدوا نمطًا مناخيًا غير اعتيادي تميز ببرودة شديدة ورطوبة مرتفعة بين الأعوام 1345-1347، ناجم عن ثوران بركاني أو سلسلة ثورات أطلقت سحابات هائلة من الرماد والغازات حجبت ضوء الشمس، ما أدى إلى انخفاض حاد في درجات الحرارة وفشل زراعي واسع النطاق ومجاعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وأدت هذه الأزمة الزراعية إلى تعزيز المدن الإيطالية مثل البندقية وجنوة وبيزا لتجارتها البحرية مع مناطق الإنتاج حول بحر آزوف، التي كانت تحت سيطرة القبيلة الذهبية المغولية. لكن شحنات الحبوب حملت معها براغيث مصابة ببكتيريا Yersinia pestis، مسببة الطاعون الأسود، ليجتاح المرض الموانئ الإيطالية المكتظة وينتشر في أوروبا.
الدراسة ربطت بين أربعة عوامل مترابطة: الثورانات البركانية، المجاعة، تحويل طرق التجارة البحرية، وجلب الوباء مع الحبوب، موضحة سبب انتشار الطاعون في الموانئ الساحلية ونجاة المدن الداخلية التي اعتمدت على إنتاجها المحلي.
ويحذر الباحثون من أن العولمة والتغير المناخي الحالي قد يهيئان لظهور أوبئة جديدة، مؤكدين أهمية الإجراءات الوقائية مثل القضاء على أماكن تعشيش القوارض حول المنازل والحظائر ومناطق الترفيه.














