أقدم توماس أدزغوسكاس، وهو ضابط سابق في لواء “غفعاتي” التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، على الانتحار، الأربعاء، بعدما عُثر على جثته في إحدى حدائق مدينة أسدود، وفق ما أفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
وكان أدزغوسكاس قد شارك في معارك غلاف غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفي الهجوم البري اللاحق داخل القطاع، قبل أن يُسرّح من الخدمة في نيسان/أبريل 2024، وسط معاناة نفسية حادة دفعته إلى متابعة العلاج في قسم إعادة التأهيل التابع لوزارة الدفاع.
ورغم تلقيه علاجاً نفسياً وعقلياً، لم يعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بانتحاره كـ”وفاة عسكرية” لأنه لم يكن في الخدمة الفعلية عند وقوع الحادث.
وفي منشور كتبه عبر “فيسبوك” قبل إقدامه على الانتحار، قال أدزغوسكاس إن حياته “دُمّرت في 7 أكتوبر”، مضيفاً: “أنا خراب ودمار… هناك شيطان يطاردني منذ ذلك اليوم. وتذكروا توماس الضابط، لأن توماس ذاك مات في السابع. ما تبقى مجرد روح تبحث عن سلامها”.
وبحسب متابعة “هآرتس”، فإن ما لا يقل عن 15 جندياً مسرّحاً ممن لم يكونوا في الخدمة الفعلية، أقدموا على الانتحار منذ بدء الحرب، نتيجة اضطرابات نفسية يُرجّح ارتباطها بتجربتهم العسكرية.
كما سُجلت حالات انتحار أخرى لجرحى نفسيين شاركوا في حروب سابقة، ولخمسة عناصر شرطة على الأقل.
وتؤكد منظمات تعنى بضحايا اضطراب ما بعد الصدمة أن العدد الفعلي للمنتحرين أعلى بكثير، نظراً لإخفاء العديد من الحالات عن الإعلام.
في المقابل، تُظهر البيانات الرسمية للإحتلال الإسرائيلي تصاعداً حاداً في حالات الانتحار خلال الخدمة الفعلية. فمنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى نهاية العام نفسه، انتحر 7 جنود نظاميين، ليرتفع العدد إلى 21 جندياً في عام 2024، فيما شهد العام الحالي ما لا يقل عن 20 حالة انتحار جديدة.
ووفق الصحيفة، فإن متوسط حالات الانتحار في الإحتلال خلال العقد السابق لم يتجاوز 12 حالة سنوياً.
وتشير معلومات عسكرية للصحيفة إلى أن التحليل يظهر تراجع حالات الانتحار المرتبطة بأسباب شخصية بحتة، مقابل ارتفاع الحالات المتعلقة بتجارب قتالية قاسية منذ بداية الحرب، ما يعكس تصاعداً خطيراً في آثار الصدمات النفسية داخل قوات الإحتلال الإسرائيلي.
