أظهر استطلاع حديث في ألمانيا أن 12% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاماً يعانون من مشاكل في الصحة النفسية، بينما يشعر 9% آخرون بأنهم على حافة هذه المشاكل، في وقت ارتفعت فيه أعراض القلق بين الأطفال بعد جائحة كورونا.
وأكد جوليان شميتز، معالج الأطفال والمراهقين، في فيلم وثائقي علمي لقناة ARD، أن شعور الأطفال بالقلق والخوف طبيعي تماماً، مضيفاً أن المخاوف تتغير بحسب مراحل النمو، بدءاً من الخوف من الأصوات المفاجئة لدى الرضع، إلى مخاوف الانفصال، ثم مخاوف الظلام والوحوش في مرحلة ما قبل المدرسة، وصولاً إلى المخاوف الواقعية في سن المدرسة، مثل الكوارث الطبيعية والأزمات العالمية والتنمر والضغط الدراسي.
ويشير الخبراء إلى أن القلق يصبح مشكلة عندما يكون شديداً أو مستمراً، أو عندما يؤدي إلى انسحاب الطفل عن أنشطته المعتادة. كما يمكن أن تظهر علامات القلق في شكل صداع أو آلام معدة، خصوصاً قبل الذهاب إلى المدرسة.
ويرى خبراء أن دور الآباء مهم لكنه ليس السبب الوحيد لمشاكل الصحة النفسية، حيث تلعب التجارب التعليمية، البيئة الاجتماعية، والعوامل الوراثية دوراً أساسياً. كما حذر بعض الخبراء من الإفراط في حماية الأطفال، إذ قد يزيد شعورهم بأن العالم مكان خطير ويفاقم مخاوفهم.
تسلط هذه النتائج الضوء على أهمية متابعة الصحة النفسية للأطفال وتوفير الدعم النفسي المناسب لهم، خصوصاً في ظل استمرار آثار جائحة كورونا على حياتهم اليومية.
