
كما في اليوم الأول لزيارة البابا لاوون الرابع عشر، كذلك في اليوم الأخير، لم يرضَ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، سوى أن يكون خبراً أساسياً يتقدّم على البابا نفسه.
فبعدما تعمّدت النائبة ستريدا جعجع، إثارة بلبلة الأحد الفائت، بقولها من داخل القصر الجمهوري، إنّ “رئيس أكبر كتلة مسيحية” لم تتمّ دعوته إلى “الاحتفال الرسمي” في بعبدا، انتقلت الأضواء إلى معراب، ولا سيّما بعدما أشعل محازبو ومناصرو “القوات اللبنانية” مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات لاذعة إلى رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى.
وفي القدّاس الإلهي الذي أقيم أمس، في الواجهة البحرية لبيروت، بقي اسم سمير جعجع، معلّقاً على الكرسي الذي كان مخصّصاً إليه، من دون أن يحضر صاحبه. والسبب أنه أراد أن يكون هو “الخبر”.
وبالفعل، نقلت غالبية الوسائل الإعلامية صورة الكرسي الفارغ، بالتزامن مع إشارة مصادر قواتية إلى “حرد” زعيمهم، وتوجيهه رسالة قاسية إلى المنظّمين، أي رئيس الجمهورية جوزاف عون. غير أنّ مصادر مقرّبة من عون، اعتبرت أنّ عدم حضور جعجع، “دليل على نيّته إثارة بلبلة وإشعال الساحة السياسية، عبر اقتناصه الفرص لمهاجمة الرئيس، من دون أن يكون البابا في صلب اهتماماته أبداً”.
في المقابل، حضر كل قادة الأحزاب المسيحية؛ من النوّاب جبران باسيل وسامي الجميل إلى النائب السابق سليمان فرنجية، الذي علّق عند سؤاله عن عدم دعوته، كما جعجع، إلى قصر بعبدا، بالقول: “نحن لا نواب ولا وزراء، واليوم دعينا مثل الشعب”.














