طوّرت الصين تقنية جديدة بهدف مساعدة طائراتها المقاتلة على التخفي من الرادارات، بمشاركة فريق من الجيش الصيني والشركة الصينية للعلوم والتقنيات الجوفضائية.
التقنية الجديدة عبارة عن طلاء فائق الرقة يمتص الموجات الرادارية، مشتق من ألياف نبتة الليفة المجففة.
وحققت الصين من خلال هذه التقنية، إنجازاً براغماتياً بامتياز، حيث حلّت مشكلة في غاية التعقيد عبر ابتكار منخفض التكلفة.
وتبرز الخطوات الأساسية لهذه العملية، بتجفيف اللّيفا ثم تحويلها إلى بنية قائمة على الكربون عبر عمليات مائية-حرارية، وكربنة بدرجات حرارة عالية، ما ينتج بنية مسامية ثلاثية الأبعاد.
والنتيجة هي أن مركّب النيكل والكوبالت، يستفيد إلى أقصى حد من الخصائص الطبيعية لنبتة الليفا، ويجعل منها طلاءً مثالياً لامتصاص الموجات الراديوية.
تنتج تركيبة النيكل-كوبالت مع البنية المكربنة مادة تمتص موجات الرادار بدل أن تعكسها، وخصوصًا في نطاق “KU”، وهي تحديدًا الترددات التي تستخدمها الرادارات المكلّفة بتتبع الطائرات الحربية.
لا يتجاوز سُمك الطلاء الجديد 4 ميليمترات، الأمر الذي يجعله خفيفًا للغاية وسهل التطبيق على هيكل الطائرات.
ويخفض الطلاء الإشارة المنعكسة من جسم الطائرة بما يصل إلى 700 مرة، ما يزيد صعوبة رصدها عبر الرادارات، كما أن حجم المقطع الراداري العمودي ينخفض من 50 مترًا مربّعًا إلى أقل من 1، ما يجعل الطائرة المقاتلة الكبيرة تبدو على شاشات الرادار بحجم صغير.
يمنح هذا الابتكار الصين ميزة تنافسية، مقارنة بالدول الغربية التي تستثمر مليارات الدولارات في تطوير راداراتها.
ويشير الصينيون، في حال نجاح هذا الابتكار، إلى تحييد جزء مهم من التفوق الاستراتيجي الغربي في مجال المراقبة الفضائية.
ومن الناحية الاقتصادية، فإن استخدام الليفا كمادة أولية، يسهم في خفض تكاليف التخفي من الرادارات، ويجعل عملية التصنيع قابلة للتوسع بدرجة أكبر، وأقل اعتمادًا على المواد النادرة أو باهظة الثمن.














