عمدت كولومبيا على ترحيل 9 أعضاء من طائفة “ليف طاهور” اليهودية المتشددة، والتي تخضع لاتهامات بالاعتداء الجنسي على الأطفال إلى الولايات المتحدة.
وأتت عملية الترحيل، بعد مداهمة السلطات الكولومبية، لموقع احتجز فيه 17 قاصرًا، على أيدي الطائفة، وبعد إجراء تحقيقات، تم نقل أعضاء الطائفة الكبرى، إلى نقاط أمنية في مطار ميديين، ومن هناك نقلوا إلى نيويورك.
وتمتلك الطائفة سجلًا طويلًا من الانتهاكات المسجلة بحق قادتها، منذ تأسيسها على يد الحاخام، شلومو هيلبرانز عام 1988، وصدور مذكرات اعتقال حمراء بحقهم عبر الشرطة الدولية، بسبب ممارسات حمل قسري وسوء معاملة للقاصرين وعمليات اغتصاب.
ظهرت طائفة “ليف طاهور”، في “إسرائيل” عام 1988 على يد شلومو هيلبرانز، وكان عدد أعضائها يصل إلى نحو 300 شخص، معتمدة في ممارساتها الدينية على تفسيرات غير تقليدية للديانة اليهودية، ومنها ترتيب زواجات للمراهقين وفرض غطاء أسود كامل للجسم على النساء والفتيات المنتميات للطائفة، ابتداء من سن الثالثة من العمر، فضلًا عن مواجهتها في كثير من المحطات تهما بسوء معاملة الأطفال والاعتداء الجنسي، حيث أدين كثير من أعضائها بهذه الجرائم.
وانتقل هيلبرانز، بعد تأسيسها بسنوات، ، في أوائل التسعينيات، إلى بروكلين في نيويورك، متعرضًا هناك للسجن بعد إدانته من محكمة أميركية بخطف صبي يبلغ من العمر 13 عامًا، لكن أفرج عنه بعد عامين فقط، راحلًا إلى “دولة الاحتلال الإسرائيلي”، منتقلًا إلى كندا عام 2003، حاصلًا على اللجوء، بناء على أوراق مزورة.
وشهدت الطائفة نشاطًا خلال تلك الفترة بشكل كبير، لكنها اضطرت إلى المغادرة من كيبيك الكندية إلى تشاتام كينت، بعد اتهامات لها بإهمال معاملة الأطفال.
وكشف عن تأسيسها جمعية خاصة بها، جمعت أصولًا وصلت إلى نحو 6 ملايين دولار خلال سنوات قليلة.
وثم قرر أعضاؤها الفرار إلى غواتيمالا، بعد صدور حكم بوضع 6 أطفال من طائفتهم ضمن رعاية السلطات، عقب الاتهامات المتصاعدة لها، بسوء معاملة الأطفال وشبهات الاغتصاب.
واستقر أعضاء الطائفة في بلدة سان خوان لا لاغونا، لكن السكان المحليين قرروا طردهم لحماية الثقافة المحلية، وخوفا من ممارسات انتهاكات في منطقتهم.
وتوفي زعيم الطائفة شلومو هيلبرانز في 2017، إثر غرقه خلال طقس ديني في المكسيك، وانتقلت الزعامة إلى ابنه نحمان الذي وصف بأنه أكثر تشددا من والده، وبعد عام واحد اعتقل نحمان وأربعة من قادة الطائفة في المكسيك، بعملية مشتركة بين الإنتربول الدولي ومكتب التحقيقات الفيدرالي.
ووصل الأمر بهم إلى طلب اللجوء إلى إيران، وحاولوا بالفعل السفر إليها، عبر كردستان العراق، حيث وصل 70 من أعضائها إلى هناك لمحاولة دخول إيران، وذلك بسبب الملاحقة المتواصلة لأعضاء الطائفة في الدول التي أقاموا بها ، لكن السلطات العراقية، احتجزتهم، ورحلتهم إلى تركيا، ومنها إلى رومانيا.
واعتقلت السلطات في غواتيمالا، يوئيل ألتر، قبل أشهر، خارج مركز حكومي لعلاج القاصرين، وقبله جرى توقيف جوناثان إيمانويل كاستيو وكان هاربا من مذكرة اعتقال كذلك.
عمد نمط حياة الطائفة على الالتزام بقواعد يهودية متشددة، أكثر حتى مما يتلزم به الحريديم لدى الاحتلال الاسرائيلي، مثل صلوات بوقت أطول، وترتيل التوارة بصوت عال وببطء شديد، وفرض نظام غذائي صارم يمنع الكثير من الطعام “الكوشر” أو الحلال وفقًا لليهودية، صانعين الطعام في منازلهم بسبب التشدد في الابتعاد عن أي منتج خارجي لا يطابق تعاليمهم.
كما يعتمدون على لباس معين وسلوكيات اجتماعية خاصة بهم، وعدم السماح لأبنائهم بالذهاب إلى المدارس وقيام قيادات الطائفة بهذه المهمة.
ووجهت اتهامات للطائفة، من قبل أعضاء سابقين وأسر منفصلة وعلماء دين يهود ومسؤولون في سلطات عدة دول، شاملة سوء معاملة الأطفال، وغسل الدماغ، وتعاطي المخدرات، وزواج الفتيات القاصرات من رجال أكبر سنا.
وبيّن خلاف بين السلطات الكندية والطائفة، ممارساتها في البلاد لأول مرة عام 2013، بعد اكتشاف عدم تسجيل الأطفال في المدارس، مجرية السلطات تحقيقات عثرت خلالها على منازل مليئة بالقاذورات، وعدد كبير من الأطفال يكدسون للنوم في غرفة واحدة، وأسرة مليئة بالبول، وأطفالًا يعانون من فطريات في القدمين، وظروفا صحية سيئة يعيشون فيها.
وقررت السلطات وضع الأطفال في أسر يهودية ناطقة بالديشية، تحت مراقبة الدولة، لكن معارك قضائية، انتهت لاحقا لإعادة بعض الأطفال إلى أسرهم.
وجهت تهم إلى نحمان هيلبرانز وماير روزنر، في كانون أول 2018، باختطاف طفلي ابنة شلومو هيلبرانز بعد فرارها من الجماعة بسبب إجبار ابنتها البالغة 13 عاما على الزواج.
وتم نقل الطفلان من نيويورك إلى المكسيك، حيث أدين المتهمان في تشرين ثاني/نوفمبر 2021 وحكم عليهما في آذار/مارس 2022 بالسجن 12 عاما.
كما نفذت السلطات الغواتيمالية ، في كانون الأول 2024، مداهمة على منشأة تابعة للجماعة وتحفظت على 160 قاصرا عقب مزاعم سوء معاملة أطفال والاتجار بالبشر داخل مزرعة في أوراتوريو سانتا روزا.














