السبت, ديسمبر 6, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداثواشنطن تقترب من "المأزق الأوروبي"!

واشنطن تقترب من “المأزق الأوروبي”!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرًا لافتًا ينطلق من مقاربة غير تقليدية، إذ يربط بين أزمة الدين الأميركي والتجارب الأوروبية، معتبرة أن السياسة والعجز العام حين يتداخلان، يحدّان من قدرة الحكومات على اتخاذ قرارات اقتصادية حاسمة.

وبحسب الصحيفة، تُظهر التجربتان البريطانية والفرنسية أن “السياسة والديون لا يمتزجان جيدًا”، وأن الولايات المتحدة قد تجد نفسها قريبًا أمام المأزق ذاته.

بريطانيا… ثالوث مستحيل

وتعرض الصحيفة النموذج البريطاني، حيث وجدت الحكومة نفسها أمام ما وصفته بـ“الثالوث المستحيل”، المتمثّل في:
• إرضاء المقرضين،
• وكسب الناخبين،
• واعتماد السياسات الاقتصادية السليمة.

وفي موازنتها الأخيرة، تخلّت الحكومة عن وعود تحقيق النمو، وفضّلت تهدئة أسواق السندات ومخاطبة قاعدتها الانتخابية.

فرنسا… أزمة أعقد

أمّا فرنسا، فتواجه الثالوث ذاته “لكن بشكل أسوأ”، مع دين عام أعلى، وعجز أكبر، ومستويات ضريبية خانقة تجعل أي زيادة إضافية محفوفة بالمخاطر.

الدرع الأميركي… الدولار

وترى “وول ستريت جورنال” أن الولايات المتحدة بدأت تشهد مؤشرات أزمة مشابهة، إلا أنّ الدولار ما يزال يشكّل الدرع الواقي، مانعًا حدوث صدمة مباشرة في سوق الدين. لكن هذا الدرع، وفق الصحيفة، بات مهددًا بالتصدّع.

وتستشهد بتجربة أبريل/نيسان الماضي حين قفزت عوائد السندات إثر مخاوف من “دوامة بيع ذاتية” كتلك التي شهدتها بريطانيا في عهد ليز تراس. كما تذكّر بتدخل الاحتياطي الفدرالي عام 2020 بشراء أكثر من تريليون دولار من السندات لمنع انهيار السوق.

وتقارن الصحيفة بين البلدين:
فبينما يتجه دين بريطانيا إلى 95% من الناتج المحلي وفق صندوق النقد، يقترب الدين الأميركي من 100%، مع عجز يفوق 7% — أحد أعلى المعدلات في الدول المتقدمة.

تهديدات تضغط على هيمنة الدولار

وترصد الصحيفة أربعة عوامل تضرب تدريجيًا مكانة الدولار:
• توسّع المعروض النقدي مع ارتفاع العجزين المالي والحسابي،
• تنامي اعتماد عدد من الدول على اليوان في تجارتها،
• توجه دول مثل الصين وروسيا وتركيا لزيادة احتياطيات الذهب تحسبًا لأي تجميد للأصول،
• تزايد ضيق الحلفاء من استخدام واشنطن للأدوات المالية كسلاح سياسي.

وترى الصحيفة أن الخطر الحقيقي يكمن في اللحظة التي “تشعر فيها الأسواق بأن شيئًا ما يتغيّر”، فترفع العوائد تحسبًا لانسحاب المشترين الأجانب.

قرارات موجعة… ولا مفر

ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك مساحة مالية أكبر من أوروبا — بضرائب تعدّ الأقل بين دول مجموعة السبع (30% من الناتج) — إلا أن اتخاذ قرارات خفض الإنفاق يظل عقبة سياسية كبيرة.

وتذكّر الصحيفة بقول رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق جان كلود يونكر:
“نعرف جميعًا ما يجب فعله… لكن لا نعرف كيف نُعاد انتخابنا بعد أن نفعله.”

وتخلص “وول ستريت جورنال” إلى أن السياسيين الأميركيين “ليس واضحًا أنهم يعرفون ما يجب فعله أصلًا”، محذّرة من أن مواصلة الحفاظ على ثقة أسواق السندات مع السعي للفوز بالانتخابات “مهمة شبه مستحيلة”.

وتضيف: “أميركا تستطيع الاتكاء على الدولار… لكن ليس إلى الأبد.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img