رحّب نائب الأمين العام “لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم بزيارة البابا المرتقبة إلى لبنان، كاشفًا أنّ الحزب كلّف أعضاء من المجلس السياسي بزيارة السفارة البابوية “للقيام بالواجب”، معربًا عن أمله في أن تُسهم الزيارة في إحلال السلام ووقف العدوان على لبنان.
وأكد الشيخ قاسم أنّ وقف إطلاق النار يُعدّ يوم انتصار للمقاومة وحزب الله والناس ولبنان، “لأننا استطعنا منع العدو من تحقيق أهدافه، وعلى رأسها إنهاء المقاومة والقضاء عليها، وهذا لم يتحقق”.
وأشار إلى أنّ الاتفاق الراهن “يشكّل مرحلة جديدة” تتحمّل فيها الدولة مسؤولية طرد الاحتلال ونشر الجيش اللبناني، معتبرًا أنّ العدوان يجب أن يتوقف وأن يتم الإفراج عن الأسرى.
وأوضح قاسم أنّ توقف إطلاق النار جاء نتيجة الصمود وأداء المقاومين الأسطوري على الخطوط الأمامية، وصمود الأهالي، وساندة حركة أمل والجيش.
وشدّد على أنّ قوة المقاومة تستند إلى “دماء الشهداء، التمسك بالأرض، العائلات الشريفة، والروح الوطنية”، مؤكدًا أن العدو “فشل في إنهاء المقاومة رغم كل ما فعله”.
وتساءل :“أليس ما يجري عدوانًا على رئيس الجمهورية لأنه يتصرف بحكمة؟ وعلى الجيش وقيادته لسعيه إلى تحرير الأرض؟ أليس هناك عدوان على الاقتصاد تمارسه الخزانة الأميركية؟”، معتبرًا أنّ العدوان الإسرائيلي هو عدوان على كل لبنان، وأنّ الاحتلال الجوي الإسرائيلي “ما زال قائمًا في السماء”.
وفي رسالة مباشرة إلى الحكومة، قال إنّها أعلنت رغبتها في الدفاع والتصدي، “لكن لا يمكن أخذ الحقوق دون القيام بأهم واجب وهو حماية المواطنين. فلترِنا الحكومة كيف تردع العدو”.
وقال إنّ الدولة بجيشها وشعبها هي أول مسؤول عن الردع، متسائلًا: “ماذا فعلت أشكال الردع؟ هل حرّرت؟ هل حمت؟ هل منعت العدو من الاستقرار سياسيًا؟”، ماذا فعلت المقاومة في مجال الردع، أخرجت العدو عام 2000 ولغاية 2023 ردعته بالحماية”.
وكما شدد على أنّ المواجهة مع الاحتلال منذ عام 2023 “منعت العدو من الاستقرار”، مؤكداً أنّ هذا النهج مستمر بالتكامل مع الدولة، وداعيًا الحكومة إلى “الاستثمار بقدرات الشعب للوصول إلى طرد الاحتلال”.
وقال الشيخ قاسم إنّ “لا تفويض لأي جهة بالتخلي عن قوة لبنان، بل التفويض هو لتحرير الأرض والأسرى”، مشدداً على ضرورة البناء على إرادة اللبنانيين التي ظهرت في مسيرة الحمراء “التي رفعت شعار طرد العدو كهدف جامع عابر للطوائف”.
وأضاف أنّ من يصفهم بـ”خدّام إسرائيل في لبنان” هم قلة، لكنهم “يسعون لزعزعة الاستقرار تنفيذاً للأوامر الأميركية”.
وفي ما يخص الاستراتيجية الدفاعية، أعلن قاسم جهوزية حزب الله للنقاش، “لكن ليس تحت الضغط ولا سعياً لاتفاق جديد أو تنازل عن عناصر قوتنا”.
وأكد أنّ المقاومة “حاضرة وقوية، كالجبال في وجه الرياح”، لافتاً إلى أنّ تصعيد التهديدات الإسرائيلية مؤخراً “جاء بعد فشل محاولات الفتنة بين الشعب والجيش”، معتبراً أنّ هذه التهديدات “لا تقدّم ولا تؤخر”.
كما شدد على أنّ الشعب اللبناني “لا يستسلم ولا يُهزم… وهيهات منا الذلة”.
وأشار الأمين العام إلى أنّ المشروع الإسرائيلي لا يقتصر على القتل والاحتلال، بل يتعدّاه إلى “الإبادة وإقامة إسرائيل الكبرى”، مؤكداً أن المقاومة والشعب والحلفاء والجيش “لن يقبلوا أن يكون لبنان حديقة خلفية للعدو”.
وقال الشيخ قاسم إنّ “الأعمار بيد الله، لكن قرار العزّة بيدنا. إذا دافعنا فتحنا أفقاً للكرامة، وإذا استسلمنا فتحنا باباً للذل”، مضيفاً: “سنكون أحراراً في أرضنا ولن نقبل الذل”.
ودعا الحكومة التي أعلنت التصدّي إلى وضع خطط عملية للمواجهة تستند إلى قدرات الجيش والشعب، مؤكداً أنّ أمامها “خيارات عديدة”. وأضاف: “ما وارد نستسلم.. سنصمد وندافع، ولن تذهب دماء شهدائنا هدراً. والأجدى لجميع المواطنين التوحّد في مواجهة الأجنبي”.
وتوقّف الشيخ قاسم عند عملية بيت جن، معتبراً أنّها “تؤكد أن الشعب السوري لن يقبل الاستسلام لإسرائيل”. قائلاً : “العدو لن يؤلمنا من دون أن يتألم”.














