السبت, ديسمبر 6, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderعباءة شيعيّة ميثاقيّة... تدفىء المبادرة الرئاسيّة

عباءة شيعيّة ميثاقيّة… تدفىء المبادرة الرئاسيّة

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| جورج علم |

“بايع” الرئيس نبيه برّي المبادرة الخماسيّة التي أطلقها الرئيس جوزاف عون من الجنوب، وعشيّة ذكرى الإستقلال، ووفّر العباءة الشيعيّة الميثاقيّة الدافئة للبند المتعلّق “بجهوزيّة الدولة للتفاوض برعاية أمميّة، أو أميركيّة، أو دوليّة مشتركة، على أيّ إتفاق يرسي صيغة لوقف نهائي للإعتداءات عبر الحدود”.

لم يعد من طنين يذكر للكتاب المفتوح، ولا لـ”اللاءات” التي إستقوى بها. جرح الضاحيّة أبلغ إيلاماً ممّا ورد في الكتاب. جاء بالجواب، لا يمكن الإستمرار وقوفاً إلى ما لا نهاية على رجل واحدة عند عتبة دولة أو دويلة، فإما وقوف على ثبات، أو إنهيار، تماشياً مع سياسة الإنكار.

إستشهاد القيادي هيثم الطبطبائي في قلب بيروت العاصمة، فتح جروحاً عميقة. لم يراع “حزب الله” تبدّل الأحوال. البيئة مفخخة. الأرض تميد. عبء الإنهيار أثقل من أن تحمله المناكب المتهالكة. والأدهى، أن الحليف الإقليمي خطف كل الأضواء ليقول بأنه هو المستهدف. القيادي في “الحرس الثوري” محسن رضائي يعاتب، ويقول “على الحزب أن يعيد النظر بـ”صبره الإستراتيجي”!

ما يزعجه أن يدخل لبنان قاعة المفاوضات قبل أن تدخل إيران.

ما يؤرقه أن تسقط ورقة الممانعة في بيروت، قبل أن تتسلّم طهران ورقة “الصفقة” مع واشنطن.

وحال الحزب، كحال المرجع، وقد سمعت بيروت أصواتاً متناقضة. الرئيس مسعود بزشكيان يقول في رسالته إلى الرئيس عون “إن إيران لن تغيّر سياستها في دعم إستقرار لبنان”.

ويردّ عليه رئيس مجلس الشورى محمد رضا قاليباف بمقاربة مختلفة “إن المقاومة باقيّة، وحيّة، رغم كل الضغوط، وتمسك بزمام المبادرة”!

ويقول وزير الخارجيّة عباس عراقجي لنظيره اللبناني “نحن لا نتدخّل في الشؤون الداخلية للبنان، لكننا نرحّب بأيّ حوار يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائيّة، ولا حاجة لبلد ثالث”.

ويردّ عليه القيادي محسن رضائي بالقول “إن الصبر الإستراتيجي لا بدّ من أن ينتهي، ولا بدّ للمقاومة من أن تبادر”!

فتح إستشهاد طبطبائي الجراح التي لم تندمل بعد في طهران، كما فتح نقاشاً داخل الإدارة الأميركيّة “لا يمكن لجوزاف عون أن ينقذ المركب اللبناني المتهالك الذي يلطمه الإعصار الأميركي ـ الإسرائيلي ـ الإيراني من كل حدب وصوب”!

حصريّة السلاح ليست شأناً داخليّاً، ولا خلافاً بين أفراد العائلة، بين من يحمل “البعقور”، في وجه من يحمل “السبع طقّات”!

كان الشهيد طبطبائي يجسّد عمق النفوذ الإيراني في الضاحية الجنوبيّة، وبيروت، والجنوب، والبقاع، وكلّ لبنان. ولأن الحقيقة على هذا المستوى من التحدّي، رفع الرئيس عون بدوره منسوب التحدي، في خطاب الإستقلال، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته حرصاً على القوانين والأعراف الدوليّة المعتمدة، لأن السلطة الناشئة في لبنان لا تزال تحبو، ولا تستطيع قمع التوغّل الإسرائيلي، والتغوّل الإيراني، ودحرهما خارج الحدود. وإذا كان من أذن تسمع، وعين تقشع، في هذا الشرق الأوسط المخطوف، فلا بدّ من حراك يصحّح الأخطاء المتراكمة، وأولها، وأعتاها، أن حصريّة السلاح لا تبدأ في بيروت، بل تنتهي في بيروت، بعد أن يقوم المطوّر العقاري الأميركي “السوبرمان” بعمليّة “حصر إرث” ناجحة في هذه المنطقة، تراعي المصالح المتشابكة، وترضي النهم الإيراني، والجشع الإسرائيلي.

لقد تخوّف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من “الذئاب الشاردة”، وصف الوضع في لبنان بـ”الهش”، بعدما إطلّع على التقرير الذي أعدته مستشارته لشؤون الشرق الأوسط، كلير لو جاندر، التي زارت بيروت، بزواياها الأربع، وإطلعت بأم العين على حقيقة ما يجري.

وزير خارجيته جان نويل بارو تخوّف من عودة الحرب، وسمع طبولها تقرع في أكثر من مكان. دعا نظيره الإيراني عباس عراقجي إلى زيارة باريس، لبحث مجموعة من الملفات المعقّدة، بينها الوضع في لبنان.

وكان بارو قد أجرى مباحثات مستفيضة مع كلّ من نظيريه السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والمصري بدر عبد العاطي، حول إمكانيّة إعادة تفعيل اللجنة الخماسيّة العربيّة ـ الدوليّة (الولايات المتحدة، فرنسا، مصر، المملكة العربيّة السعوديّة، وقطر) للمساعدة على وضع مبادرة الرئيس عون موضع التنفيذ، وتهيئة الأجواء الملائمة كي يبحر المركب اللبناني بأجواء مؤاتية نحو ميناء التفاوض.

ميشال عيسى (السفير الأميركي الجديد) صمته يحاكي صمت أبو الهول، كان واحداً من المعجبين بخطاب توم برّاك عندما وصف لبنان، في “حوار المنامة”، بأنه “دولة عاجزة. مصرف مركزي مشلول. قطاع مصرفيّ منهار. دين عام ضخم. حكومة غير قادرة على إدارة الملفات الأساسيّة”.

ميشال عيسى، الآن في بيروت، وهو يسمع، ويرى، ويعرف بأن هذا “اللبنان” الذي هجاه برّاك، قد وضع يوماً ـ ولا يزال – كامل ثقته في سلّة إدارة الرئيس دونالد ترامب لتمكينه من صدّ النفوذ الإيراني، والمدّ الإسرائيلي.

وافق على إتفاق وقف إطلاق النار الذي هندسه آموس هوكشتاين. وتعاون بملء طاقاته وقدراته مع إملاءات مورغان أورتاغوس وتوم برّاك. وأكدّ من خلال الرسائل المتبادلة، والقنوات المفتوحة، بأنه لا يستطيع أن يكون “حصان طروادة” وسط “الكباش الأميركي ـ الإسرائيلي من جهة، والإيراني من جهة أخرى.

ومن المهمّ جداً أن يبلغ إدارته أنه “بعد إستشهاد طبطبائي، هناك قاليباف، ورضائي، في لبنان. وهناك مبادرة الرئيس عون، وقد حظيت بعباءة شيعيّة ميثاقيّة، وبحراك دبلوماسي فرنسي ـ مصري – سعودي، للعمل على فتح أبواب المفاوضات، والخروج من الشرنقة التي باتت عبئا على الجميع.

للانضمام إلى مجموعة “الجريدة” على “واتساب”، إضغط على الرابط

https://chat.whatsapp.com/KcTcdtSlZ5a0SaZPTZsoiV?mode=ems_copy_c

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img