الأربعاء, ديسمبر 10, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةسياسة"المعارضة الشيعية" تأكل أبناءها!

“المعارضة الشيعية” تأكل أبناءها!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

مع اقتراب الانتخابات النيابية، بدأت المجموعات “التغييرية”، على اختلافها، بالتحضير لحجز مقاعد لها ضمن لوائح “القوى السيادية”. وتشير كل التوقّعات إلى أن غالبية المشهد “التغييري” ستنتهي في أحضان اللوائح المدعومة بصورة أساسية من الأحزاب المسيحية، وريثة تحالف 14 آذار، وستشكّل “القوات اللبنانية” والكتائب العمود الفقري للوائح التي سينضوي عدد من “التغييريين” ضمنها.

لكنّ المشهد يزداد تعقيداً في الدوائر ذات الغالبية الشيعية أو تلك التي تضم مقاعد شيعية يُعتقد أنّها قابلة للخرق. إذ تتعدّد الأسماء، وتطفو الانقسامات داخل مجموعات “المعارضة الشيعية”.

وهذا ما بدا واضحاً في الضجّة الإعلامية التي سبقت الاحتفال الذي نظّمه “تيار التغيير” في النبطية الأحد الماضي. فـ”التيار” الذي يتألف بشكل أساسي من أفراد وناشطين سابقين في حركة “اليسار الديمقراطي”، ومنشقّين سابقين عن الحزب الشيوعي اللبناني، إضافة إلى وجوه “مستقلّة” مثل مصطفى هاني فحص، يواجه خصومات حادّة من داخل “البيت الشيعي المعارض”، وتحديداً من مبادرة “نحو الإنقاذ” التي يرأسها رئيس تحرير موقع “أساس ميديا” محمد بركات. وتُرجم ذلك بفيديو لعضو “نحو الإنقاذ” قاسم جابر، اتّهم فيه “تيار التغيير” وفحص بخداع الناشطين وسرقة التمويل الذي تقدّمه السفارات لمشاريع سياسية معارضة. وتقاطعت هذه الحملة مع تقرير غير مُوقّع نُشر في أحد المواقع الإلكترونية قبل يومين، كرّر حرفياً الاتهامات نفسها بحق “تيار التغيير” وفحص.

يبدو جلياً أنّ ما أشعل النار هو زيارة “تيار التغيير” للسفارة السعودية أخيراً. ومن الواضح أن معركة الانتخابات في الجنوب فُتحت على مصراعيها بين قوى المعارضة الشيعية، لا بسبب اختلاف في البرامج أو الرؤى والمقاربات في مواجهة “الثنائي”، بل لأن هناك من يعتقد أنّه الأولى باحتكار تمثيل الصوت الشيعي المعارِض، والدعم السياسي والمالي الخارجي، خصوصاً العربي.

وثمّة قناعة راسخة بأن زيارة بركات “الترويجية” للجنوب، والتي واكبها بفريق إعلامي ومرافقين وحملة نشطة على وسائل التواصل، كانت موجّهة إلى “المعارضة الشيعية” نفسها بقدر ما كانت موجّهة إلى الثنائي. ورغم اختلاف المقاربة السياسية والطرح، والإطار الذي يقدّم فيه هذا المعارض أو ذاك نفسه، بين معارض للثنائي، أو معارض يصرّ على هويته الشيعية، تحوّلت “المعارضة الشيعية” إلى ساحة اشتباك داخلي قبل أن تكون ساحة مواجهة مع “الثنائي”. فالجميع يريد مقعداً شيعياً غير مُتاح جنوباً أصلاً، ويخوض من أجله حملات إعلامية واستعراضات “ميدانية”، ويتصرّف بعضهم كما لو أنّه الحاكم بأمره في الجنوب قبل أن يحظى حتى بورقة ترشيح، ليصبح المشهد باختصار: معارضة تتقاتل على مقعد وهمي، وتتباهى بزياراتٍ لا تُطعِم خبزاً، وتُطلِق حملات تخوين ضدّ بعضها… ثمّ تعِد الجنوبيين بأنّها بديل جدّي قادر على مواجهة “الثنائي”!

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img