في سابقة تاريخية في عالم الرحلات الفضائية، نجح رواد الفضاء الصينيون في تنظيم أول “حفل شواء” على متن محطة الفضاء الصينية “تيانغونغ”، ضمن تجربة وصفتها وكالة “شينخوا” بأنها “خطوة نحو جعل الفضاء أكثر إنسانية ودفئًا”.
قام الرواد بشواء أجنحة دجاج متبّلة داخل الفرن لمدة 28 دقيقة، فيما حضّر الرائد وانغ جيه شريحة لحم بالفلفل الأسود خصيصًا لزميله تشن دونغ، قائد مهمة “شنتشو-20”. ووسط أجواء احتفالية نقلها البث المباشر، أعرب أفراد الطاقم عن شعورهم بأنهم “في بيتهم الثاني”، رغم دورانهم حول الأرض بسرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة.
ولتحقيق هذه التجربة، طوّر المهندسون الصينيون نظام تسخين متقدّم يسمح بشواء الطعام في أقل من نصف ساعة، مع نظام متكامل لجمع الأبخرة والحفاظ على نقاء الهواء داخل المقصورة، وهو ما يعد إنجازًا هندسيًا في بيئة منعدمة الجاذبية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار برنامج وطني لتحسين ظروف معيشة رواد الفضاء وجعل وجباتهم أكثر تنوعًا وطزاجة، ما يعزز من معنوياتهم خلال المهام الطويلة.
وقال ليو ويبو من مركز أبحاث وتدريب رواد الفضاء الصيني:”حبّ الصينيين للطعام الطازج لا يتغير حتى في الفضاء. نريد أن يشعر روادنا بمتعة الطبخ أينما كانوا”.
وأشار وانغ يانان، رئيس تحرير مجلة “إيروسبيس نولدج”، إلى أن تصميم فرن يعمل في بيئة منعدمة الجاذبية “إنجاز تقني ضخم”، موضحًا أن المهندسين استبدلوا أنظمة الحمل الحراري التقليدية بآليات تسخين مبتكرة تحقق توزيع حرارة متجانسًا دون خطر على الطاقم.
يُذكر أن الصين كانت قد بدأت منذ مهمة “شنتشو-16” بزراعة نباتات طازجة داخل المحطة، من بينها الخس والطماطم والبطاطا الحلوة، بإنتاج بلغ 4.5 كيلوغرامات من الخضروات. أما طاقم “شنتشو-21”، فيستمتع اليوم بقائمة طعام تضم 190 صنفًا غذائيًا بين المكسرات واللحوم والكعك والخضروات الطازجة.
ويأتي هذا الابتكار في سياق سعي الصين لتطوير تقنيات فضائية مستدامة تتيح لروادها البقاء فترات أطول في المدار، وتنافس بذلك برامج الفضاء الأميركية والروسية.
ومن خلال الجمع بين العلم والثقافة اليومية، تسعى بكين إلى تعزيز حضورها في الفضاء كقوة علمية وإنسانية في آن واحد.
