حذرت شركة “غوغل” مستخدمي الهواتف الذكية من الاعتماد على شبكات “واي فاي” العامة، مؤكدة أن هذه العادة الشائعة قد تعرّض بياناتهم وخصوصيتهم لخطر حقيقي.
وأوضحت الشركة أن شبكات “واي فاي” العامة غالبًا ما تكون غير مشفرة، ما يجعلها هدفًا سهلًا للمخترقين الذين يمكنهم اعتراض البيانات المنقولة عبرها، أو إنشاء نقاط اتصال وهمية لخداع المستخدمين، وذلك في وثيقتها الاستشارية الجديدة “ما وراء الشاشة” الصادرة في تشرين الأول 2025.
ونبهت “غوغل” من إدخال أي معلومات حساسة — مثل بيانات الحسابات المصرفية أو كلمات المرور — أثناء الاتصال بمثل هذه الشبكات، مشددة على ضرورة مراقبة الحسابات المصرفية بانتظام وتثبيت أحدث تحديثات النظام وتصحيحات الأمان.
ولفتت الشركة أن استخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) موثوقة، أو التبديل إلى بيانات الهاتف المحمول، خيارات أكثر أمانًا من الاعتماد على شبكات “واي فاي” المفتوحة.
واتفق عدد من خبراء الأمن السيبراني مع تحذيرات “غوغل”، حيث قال ماني نيري، المحاضر في الأمن السيبراني بجامعة أكسفورد بروكس، إن “العديد من شبكات “واي فاي” العامة غير مشفرة، ما يجعلها عرضة للاستغلال من قبل المتسللين”، مضيفًا أن بعض المهاجمين قد ينشئون شبكات مزيفة تشبه الأصلية لإغراء المستخدمين بالاتصال بها.
وأشار أوليفر باكستون، خبير الأمن في شركة نورتون، إلى أن “البيانات المنقولة عبر العديد من الشبكات العامة تُرسل بنص واضح، ما يسهل اعتراضها من قبل مجرمي الإنترنت”.
من جهته، رأى جيك مور، مستشار الأمن في شركة ESET، أن خطر هذه الشبكات “لم يعد كبيرًا كما كان في الماضي، لكنه ما زال قائما”.
وأوضح نيري أن مستوى الخطر يعتمد على إعداد الجهاز وطبيعة استخدامه، مضيفًا أن “تجنب تسجيل الدخول إلى الحسابات الحساسة، مثل البريد الإلكتروني أو الحسابات المصرفية، خطوة أساسية عند استخدام شبكة “واي فاي” عامة”.
ومن جانبه، أكد آبل يبواه-أوفوري، الأستاذ المشارك في الأمن السيبراني بجامعة غرب لندن، أن “غوغل محقة في تحذيرها، فشبكات “واي فاي” العامة تعد من أبرز نقاط الضعف التي يستغلها مجرمو الإنترنت”.
ولفتت “غوغل” في تقريرها إلى أن الهواتف الذكية وشبكاتها سهّلت حياتنا اليومية من خلال تحسين التواصل والتنظيم، لكنها في الوقت ذاته فتحت الباب أمام “مشروع عالمي متطور للمجرمين” يستهدف المستخدمين الغافلين لتحقيق مكاسب مالية ضخمة.
وتسببت عمليات الاحتيال في العام الماضي وحده بخسائر تجاوزت 400 مليار دولار على مستوى العالم، فيما كشف استطلاع أجرته غوغل أن 94% من الأشخاص تلقوا رسائل نصية احتيالية تطلب معلومات شخصية أو مالية، وفقًا للوثيقة.














