اتسعت الهوة بين الناخبين اليهود من الديمقراطيين التقليديين ونظرائهم من التقدميين الشباب، وهذا ما كشفه فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني في انتخابات عمدة نيويورك،وقد يعيد تشكيل المشهد السياسي لسنوات في المدينة التي تضم أكبر عدد من اليهود خارج “إسرائيل”، بحسب تحليل لوكالة رويترز.
وزاد الغضب إزاء الحرب الإسرائيلية على غزة من شعبية ممداني في أوساط بعض الديمقراطيين واليهود الأميركيين، الذين أيدوا “إسرائيل” في البداية ثم تحول موقفهم لاحقا، وفقًا لما أوضحت تقارير غربية.
وأظهرت استطلاعات آراء الناخبين عند الخروج من مراكز الاقتراع أن نحو ثلث الناخبين اليهود الذين شاركوا في انتخابات الثلاثاء الماضي صوتوا لممداني، وهو ما أسهم في فوزه الذي أثار قلق خصومه اليهود الذين لم يعتادوا الوقوف مع المرشح الخاسر.
وأطلقت إحدى أبرز المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وهي “رابطة مكافحة التشهير” ما سمته “مرصد ممداني” لمراقبة سياسات العمدة الجديد، واختياراته للمناصب التنفيذية وغيرها من القرارات بذريعة أنها “قد تلحق ضررًا بالمجتمع اليهودي”.
في السياق نفسه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن أي ناخب يهودي يدعم ممداني هو “شخص غبي”.
وقالت نائبة رئيس الاتحاد اليهودي في نيويورك هيندي بوبكو إنه “في صباح اليوم التالي للانتخابات، استيقظ كثيرون من أفراد مجتمعنا وهم يشعرون بالقلق. هناك الكثير من الغموض حول تصرفات ممداني بعد توليه المنصب”.
وأشار أنصار ممداني اليهود إلى أن الانتخابات تثبت أن أصوات اليهود بعيدة كل البعد عن أن تكون متجانسة.
والتف في المقابل آخرون حول المرشح أندرو كومو، الديمقراطي الذي ترشح مستقلا، بسبب دعمه للاحتلال.
وقال آندرو كان، وهو حاخام من منطقة بروكلين في نيويورك، إن ممداني أكد مرارًا التزامه بمكافحة “معاداة السامية”.
وتابع: “دعونا نعطيه فرصة لإثبات أن التزامه بمكافحة معاداة السامية حقيقي، ولنعمل معه على بناء جسور التضامن بين المجتمعات بما يضمن مزيدا من الأمان لجميع سكان نيويورك”.














