كشفت صحيفة “كالكاليست” العبرية، استنادًا إلى بيانات مكتب الإحصاء المركزي، أن سوق العمل الإسرائيلي يواصل تراجعه الحاد منذ اندلاع الحرب، في ظل تباطؤ اقتصادي متعمّق يهدد ركائز النمو الأساسية في البلاد.
ووفقًا للتقرير، انخفض متوسط الأجور في قطاع التقنية العالية (الهايتك) بنسبة 3.1% خلال آب الماضي، ليبلغ 32,244 شيكل (نحو 9,900 دولار أميركي)، مقارنة بـ33,168 شيكل في تموز، مبتعدًا عن ذروة آذار حين وصل إلى 36,731 شيكل (نحو 11,300 دولار). كما تراجع عدد العاملين في القطاع بنسبة 0.5% إلى نحو 400 ألف وظيفة، أي ما يمثل 9.6% فقط من إجمالي الوظائف في الاقتصاد الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التراجع “يضرب أحد أعمدة النمو الأساسية في إسرائيل”، حيث تعاني شركات التقنية من ركود استثماري وتراجع في التوظيف بسبب الحرب والاضطرابات المالية المتصاعدة.
على نطاق أوسع، خسر سوق العمل الإسرائيلي نحو 140 ألف وظيفة خلال شهرين فقط، بعد أن تراجع عدد المهن من 4.194 ملايين في تموز إلى 4.051 ملايين في أيلول الماضي، بانخفاض نسبته 3.4%. وتؤكد الأرقام أن مستوى التوظيف لا يزال أدنى بكثير من ما قبل الحرب، حين بلغ عدد الوظائف 4.244 ملايين في أيلول 2023.
ورغم هذا الانكماش، ارتفع متوسط الأجور العامة بنسبة 1% فقط ليصل إلى 14,073 شيكل (نحو 4,340 دولارًا)، وهو ما وصفته الصحيفة بـ”الارتفاع الشكلي” الذي لا يعكس تحسنًا حقيقيًا في القدرة الشرائية أو الإنتاجية.
ونقلت كالكاليست عن محللين قولهم إن استمرار هذا المسار “يشير إلى بداية ركود حقيقي”، مؤكدين أن الثقة الاستثمارية وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقد، في ظل هروب رؤوس الأموال من قطاع التقنية الذي كان يشكل العمود الفقري للاقتصاد الإسرائيلي.
