الجمعة, ديسمبر 5, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداثحصار الوقود يشلّ العاصمة المالية باماكو

حصار الوقود يشلّ العاصمة المالية باماكو

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

ذكرت وكالة “رويترز” أنّ حصار الوقود الذي فرضه متشدّدون مرتبطون بتنظيم “القاعدة” منذ شهرين أدّى إلى شلّ حركة العاصمة باماكو في مالي تقريباً، ما زاد من الضغوط على الحكومة العسكرية وأثار مخاوف من أنّ المسلحين يسعون في نهاية المطاف إلى فرض سيطرتهم على الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

وقالت الوكالة إنّ الجماعة المتشددة المعروفة باسم “نصرة الإسلام والمسلمين”، التي تنشط على بعد نحو 50 كيلومتراً من العاصمة، تتبنّى تكتيكاً يقوم على إنهاك الدولة عبر محاصرة الاقتصاد وشلّ المرافق الحيوية، أكثر من سعيها إلى السيطرة المباشرة على المدن الكبرى.

وبحسب محلّلين أمنيين نقلت عنهم “رويترز”، فإنّ الجماعة لا تمتلك حالياً القدرة العسكرية أو اللوجستية للاستيلاء على باماكو التي يبلغ عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة، لكنها تستخدم أسلوب الضغط الاقتصادي والسياسي عبر منع الوقود وإغلاق المدارس وقطع الكهرباء عن الشركات لإضعاف النظام الحاكم وتقويض ثقة الشارع بالحكومة.

وأشار ستة محللين ودبلوماسيين إلى أنّ الهدف الأبرز للجهاديين هو الدفع نحو انقلاب جديد في البلاد، ليكون الثالث منذ عام 2020، الأمر الذي قد يترك مالي في حالة فراغ سياسي وأمني يتيح للجماعة التمدد وجمع السلاح والتمويل.

ووفقاً لتقرير صادر عن شركة “كونترول ريسكس”، فإنّ الجماعة تسعى على المدى الطويل إلى فرض نفسها كقوة أمر واقع عبر التفاوض مع الحكومة الحالية أو أي سلطة جديدة محتملة بعد الانقلاب، في محاولة للحصول على شرعية سياسية دولية.

وحذّرت المذكّرة من أنّ خطر انهيار النظام في مالي خلال الأسابيع المقبلة مرتفع للغاية، في ظلّ تزايد الضغوط الشعبية، واستمرار أزمة الوقود، وتراجع الثقة بالمؤسسة العسكرية الحاكمة.

وتزايدت المخاوف الدولية بعد أن أطلقت سفارات عدة، بينها الأميركية والبريطانية والإيطالية، تحذيرات عاجلة لرعاياها لمغادرة مالي فوراً، وسط مؤشرات على احتمال توسّع سيطرة الجماعة نحو العاصمة.

ونقلت “رويترز” عن دبلوماسي كبير في باماكو قوله:”لا يمكن استبعاد أيّ سيناريو في هذه المرحلة، حتى احتمال دخول جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى المدينة لم يعد بعيداً عن الواقع”.

يُذكر أن مالي تواجه واحدة من أخطر أزماتها منذ الانقلاب العسكري عام 2021، إذ تقترب الجماعات المسلحة من تحقيق هدفها بإضعاف الدولة من الداخل، فيما يقف المجتمع الدولي عاجزاً أمام احتمال انهيار جديد في غرب أفريقيا.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img