يعاني عدد متزايد من الأشخاص حول العالم من جفاف العين، وهي مشكلة صحية باتت أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة مع الاعتماد المكثف على الشاشات الإلكترونية وأجهزة التكييف والتدفئة. فما أسباب هذه الحالة؟ وكيف يمكن مواجهتها بطرق فعّالة؟
الأسباب الشائعة لجفاف العين
توضح جمعية “الرؤية الجيدة” الألمانية أن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى جفاف العين تشمل:
• العمل أمام الشاشة لفترات طويلة:
إذ يُرمش الشخص أثناء استخدام الحاسوب أو الهاتف بمعدل أقل بكثير (مرة أو مرتين في الدقيقة)، ما يقلل من ترطيب العين الطبيعي ويجعل السائل الدمعي يتبخر بسرعة.
• هواء التدفئة الجاف:
يؤدي الهواء الجاف الصادر عن أجهزة التدفئة في الشتاء إلى تبخر الرطوبة في العينين، كما يُفاقم دخان السجائر والتيارات الهوائية المشكلة بتأثيرها السلبي على الطبقة الدمعية.
• الأمراض المزمنة وبعض الأدوية:
مثل الروماتيزم والأكزيما، اللذان قد يضعفان إفراز الدموع، إضافة إلى تأثيرات جانبية لأدوية مثل حاصرات بيتا والمستحضرات الهرمونية التي تؤثر على توازن الطبقة الدمعية.
خطوات عملية للوقاية والعلاج
توصي الجمعية باتباع تدابير يومية بسيطة تساهم في التخفيف من أعراض الجفاف، أبرزها:
• أخذ فترات راحة أثناء العمل أمام الشاشات:
يُنصح بالرمش بمعدل 10 إلى 15 مرة في الدقيقة، واتباع قاعدة 20-20-20: أي النظر إلى جسم يبعد 6 أمتار لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة.
• استخدام قطرات مرطبة (الدموع الاصطناعية):
تساعد هذه القطرات على تعويض نقص الترطيب الطبيعي، لكن من المهم اختيار الأنواع الخالية من المواد الحافظة، لأنها قد تؤدي إلى تفاقم الجفاف عند الاستخدام المتكرر.
• التهوية الجيدة في المنازل وأماكن العمل:
فتح النوافذ بانتظام يساعد على تجديد الهواء وتقليل الجفاف، مع ضرورة تجنّب التيارات الهوائية المباشرة أو الجلوس أمام المكيف أو المدفأة مباشرة.
ويؤكد الخبراء أن جفاف العين ليس مجرد انزعاج مؤقت، بل قد يتحول إلى مشكلة مزمنة تؤثر على جودة الرؤية إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.
لذلك، ينصح بزيارة طبيب العيون عند استمرار الأعراض مثل الحكة، الاحمرار، الشعور بحرقة أو رمل في العين، للتأكد من السبب والحصول على العلاج المناسب.
