السبت, ديسمبر 27, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداثكارثة قطار مونبارناس!

كارثة قطار مونبارناس!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

في مشهدٍ لا يُنسى من ذاكرة القرن التاسع عشر، اندفع قطار الركاب رقم 56 نحو محطة مونبارناس في باريس بسرعة هائلة صباح 22 تشرين الأول 1895، قبل أن يخترق جدار المحطة البالغ سمكه 60 سنتيمتراً ويسقط من ارتفاع تسعة أمتار على شارع “رين” الرئيسي، في حادثة أصبحت من أكثر الكوارث غرابة في تاريخ السكك الحديدية.

القطار، الذي انطلق من منتجع غرانفيل الساحلي متأخراً عشر دقائق، كان يضم 12 عربة، منها 8 للركاب و4 للبريد والأمتعة، وعلى متنه نحو 130 شخصاً. السائق المخضرم غيوم ماري بيليرين، الذي أمضى 20 عاماً في عمله دون أي حوادث، قرر تعويض التأخير فطلب من مساعده زيادة حرارة القاطرة لتسريع الرحلة.

لكن الطريق المؤدي إلى باريس كان منحدراً، ما جعل سرعة القطار تتضاعف إلى نحو 80 كيلومتراً في الساعة. ورغم محاولات طاقم القيادة استخدام فرامل الطوارئ، لم تُجدِ نفعاً بعدما كانت السلطات قد أمرت بتعطيل الفرامل الهوائية قبل يومٍ واحد فقط.

عندما حاول السائق خفض السرعة، كان الأوان قد فات. فقد اقتحم القطار الحواجز الداخلية للمحطة، واخترق جدارها الحجري، لتتدلى القاطرة من الواجهة في مشهدٍ أثار ذهول المارة.

ورغم ضخامة الحادث، اقتصرت الخسائر البشرية على وفاة بائعة صحف تبلغ من العمر 45 عاماً، كانت داخل كشكها عند مدخل المحطة، فيما نجا جميع الركاب.

بقيت القاطرة عالقة في الجدار لأربعة أيام، قبل أن تُسحب وسط أنظار الباريسيين الذين توافدوا لمشاهدة “الوحش الحديدي” المعلّق بين السماء والأرض  مشهدٌ تحوّل إلى واحدة من أشهر الصور التاريخية في العالم.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img