تُعدّ الأعاصير المدارية من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفةً على مستوى العالم، إذ تضرب بانتظام مناطق مثل الكاريبي وجنوب شرق آسيا وسواحل الولايات المتحدة، مُخلّفة خسائر بشرية ومادية هائلة، ويؤكد العلماء أن التغير المناخي جعل هذه الأعاصير أكثر تواتراً وشدة في السنوات الأخيرة.
وخلال الأسبوع الماضي، خلّف إعصار “راغاسا” الذي ضرب الفلبين وجنوب الصين وهونغ كونغ وتايوان خسائر اقتصادية تُقدَّر بعشرات مليارات الدولارات، إلى جانب عشرات القتلى ودمار واسع في البنى التحتية.
تُعد المناطق الساحلية حول خط الاستواء الأكثر عرضةً لهذه الظواهر، خصوصاً في غرب المحيط الهادئ والمحيط الهندي وشمال الأطلسي، فيما يشهد بحر العرب أيضاً نشاطاً متزايداً للأعاصير المدارية التي تُسبب فيضانات مدمّرة في بعض دول الخليج مثل سلطنة عُمان.
وتنجم الخسائر الفادحة عن الرياح العاتية والأمطار الغزيرة والفيضانات، التي تدمّر المنازل والمزارع والبنية التحتية، مسببة أضراراً بمليارات الدولارات وخسائر بشرية جسيمة.
وعلى الصعيد التاريخي، تتصدر أعاصير المحيط الأطلسي قائمة الكوارث الأكثر تكلفة في العالم. ويأتي إعصار كاترينا (2005) في المقدمة بخسائر بلغت 186 مليار دولار، يليه إعصار هارفي (2017) بـ 157 ملياراً، ثم ماريا (2017) بـ 112 مليار دولار.
وفي الفترة بين 2017 و2025، كبدت 137 كارثة مناخية الولايات المتحدة أكثر من تريليون دولار، كان معظمها نتيجة أعاصير من الفئة الرابعة والخامسة. كما كان عام 2022 ثالث أكثر الأعوام تكلفةً في تاريخ الكوارث المناخية الأميركية بخسائر بلغت 165 مليار دولار.
أما في المحيط الهادئ، فقد سجّل إعصار دوكسوري (2023) أضراراً تجاوزت 28 مليار دولار، يليه إعصار هاجيبِس (اليابان 2019) بـ 18 ملياراً، ثم جيبي (2018).
ويرى العلماء أن الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة المحيطات زادا من شدة الأعاصير وسرعة تشكلها.
وتُظهر الدراسات أن الأعاصير أصبحت تستغرق ضعف الوقت لتفقد قوتها مقارنة بما كانت عليه قبل 50 عاماً، فيما ارتفعت نسبة الأعاصير القوية (الفئة الرابعة والخامسة) بنسبة تصل إلى 30% لكل ارتفاع درجة واحدة في حرارة الكوكب.
ويحذر الخبراء من أن ارتفاع مستوى سطح البحر سيجعل العواصف الساحلية أكثر تدميراً في المستقبل، في وقت تتقلص فيه قدرة أنظمة الإنذار المبكر على الاستجابة بسبب تسارع وتيرة تكوّن الأعاصير.
