شهدت العاصمة الفرنسية باريس الجمعة مظاهرة حاشدة طالبت باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون وخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويأتي ذلك في ظل الأزمة السياسية المتفاقمة التي تعصف بالحكومة الفرنسية. وانطلقت المظاهرة من جادة مونبارناس في الدائرة السادسة من العاصمة، وتوجهت نحو متحف اللوفر، حيث ردد المشاركون هتافات من بينها: “ماكرون، ارحل!”،”تصويت ضد لوكورنو!”، “نعم للخروج من الاتحاد الأوروبي!”
وجاءت الدعوة إلى هذه التظاهرة من قبل فليبيو فلوريان زعيم حزب “الوطنيون”، الذي أكد في تصريحات صحفية أن ما تشهده البلاد “خارج عن إطار الديمقراطية”.
وقال فلوريان إنه يتم تعيين الحكومات لفترات قصيرة فقط لتمرير الميزانيات عبر مجلس الوزراء، ولا شيء أكثر. ما يحدث لا علاقة له بالديمقراطية. البلد يعيش في حالة من الفوضى، ورؤساء الوزراء يتغيرون واحدا تلو الآخر. حان وقت استقالة الرئيس.
وأضاف فلوريان أن فرنسا فقدت سيادتها لصالح مؤسسات خارجية، محذراً من أن استمرار الانتماء للاتحاد الأوروبي سيقود البلاد إلى المزيد من الرقابة والتحكم والحروب والفقر.
وأكد أن فرنسا عاجزة عن اتخاذ قراراتها في مواجهة الأزمات المتلاحقة، لأن سيادتهم باتت في أيدي الآخرين. وطالب بالخروج من الناتو والاتحاد الأوروبي فوراً.
وتأتي هذه المظاهرات في أعقاب استقالة رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو في 6 تشرين الاول، بعد 27 يوماً فقط من توليه المنصب. ورغم إعلان انتهاء مهمته، عاد الرئيس ماكرون يوم 10 تشرين الاول ليعيد تكليفه برئاسة الحكومة من جديد، ما أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والشعبية، واعتبر دليلا على عمق الأزمة السياسية التي تمر بها فرنسا.
وتواجه حكومة ماكرون انتقادات واسعة بسبب ما يراه معارضون ، عجزاً عن إدارة الأزمات وانفصالا عن الشارع، في وقت تتصاعد فيه المطالبات بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.














