الجمعة, ديسمبر 12, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةسياسةدعموش: نعيش في دولة لا سيادة فعلية لها

دعموش: نعيش في دولة لا سيادة فعلية لها

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

شدد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش، على أن “أخطر ما يهدد ‏أمن ‏المواطنين اليوم، هو استمرار الاحتلال والعدوان الصهيوني واستباحته لسيادة لبنان”.

وقال: “البعض ممن يخوض معركة ضد المقاومة تحت عنوان فرض هيبة الدولة أو ‏استعادة سيادة ‏الدولة، يتجاهل أن مصدر التهديد الحقيقي للسيادة اللبنانية هو أميركا وإسرائيل، ‏وأن معركة السيادة ‏الفعلية التي يجب أن تخوضها الدولة هي مع الذين يخرقون فعليا سيادتها ‏وهيبتها ويريدون الهيمنة ‏عليها وعلى قراراتها وهم مراكز الهيمنة في الخارج”.

ورأى دعموش ان “كل الذين يركزون على أن التهديد للسيادة موجود في الداخل، إنما يريدون ‏التغطية على ‏مصادر التهديد الفعلية والتي هي في الخارج. هؤلاء لا يريدون الاعتراف أن ‏معركة السيادة الحقيقية هي ‏مع الولايات المتحدة الأميركية ومع إسرائيل. هؤلاء ليس لهم ‏وظيفة سوى خدمة المصالح الأميركية ‏لكي يبقوا معتمدين من قبلها أدوات لها في الداخل”.

وتابع: “نعيش اليوم في دولة لا سيادة فعلية لها، إلا ربما على المواطنين ‏الذين ‏لا حول لهم ولا قوة، فنحن نعيش في دولة منزوعة السيادة وخاضعة بالكامل للإملاءات ‏الخارجية وعلى ‏كل المستويات، في الاقتصاد والمال والسياسة والأمن. إقتصاديا ‏وماليا، نحن لا نعالج أزماتنا ‏وفقا لأولوياتنا أو لما تمليه علينا مصالحنا الوطنية، إنما نناقشها ‏وفقا لإملاءات صندوق النقد الدولي ‏وما يمليه علينا من شروط، وبالتالي لا سيادة لنا على أموالنا ‏ولا على اقتصادنا. وعندما نناقش أوضاعنا ‏المالية أو الاقتصادية لا نناقشها لمصلحة المودعين ‏الذين لا ذنب لهم إلا أنهم وثقوا بالنظام المصرفي ‏والبنوك، وإنما نناقشها لمصلحة حيتان المال ‏والسياسة”.

وأضاف: “أما سياسيا، فحركة السفراء والديبلوماسيين ولقاءاتهم مع المسؤولين في ‏لبنان ‏لا تتوقف وهم يتباهون في الإعلان عن تدخلهم السافر في لبنان لفرض ما يريدون. ومع ‏ذلك تمر هذه ‏المسائل وكأنها أمور عادية، حتى إن بعض المسؤولين في لبنان يتحدثون بصراحة ‏في لقاءاتهم أنهم ‏يتعرضون لضغوط كبيرة من الأميركي والفرنسي والاسرائيلي وغيرهم”، وسأل: “هل ‏القرارات التي تتخذ تحت ‏الضغوط هي قرارات حرة ومسؤولة وسيادية، أليس ما يتخذ تحت ‏الضغط يفقد الشرعية القانونية بعرف ‏القانون نفسه؟”.

وأكد دعموش أن “المقاومة التزمت باتفاق وقف إطلاق النار، ونفذت ‏ما عليها ‏بموجب الاتفاق، إلا أن العدو الإسرائيلي لم يلتزم، وما يزال يستبيح لبنان وكل عناوين ‏السيادة ‏اللبنانية، جوا وبرا وبحرا، ويعتدي على المواطنين ويمنعهم من العودة الى بلداتهم ‏وقراهم، ويفرض ‏إرادته هو والأميركي في العديد من القرارات، مثل منع الطيران الإيراني من ‏الهبوط في مطار بيروت، ‏ومنع الجيش من التصدي للخروق والاعتداءات الإسرائيلية ‏وإطلاق يد قوات الطوارئ في الجنوب ‏لتتصرف بمعزل عن قرار الدولة”، وسأل: “أليس هذا ‏استباحة للسيادة وخرقا للسيادة الوطنية؟”.

ورأى أنه “من الطبيعي أن يعتدي علينا العدو الإسرائيلي، وأن يمعن في القتل ‏‏والإجرام والتدمير يوميا. فطبيعته عدوانية وإجرامية، لكن أليس من وظيفة الدولة أن تدافع عن ‏‏مواطنيها وأن تتعامل مع العدوان لا أن تتعايش معه، وأن تسلح الجيش بما يمكنه من الدفاع عن ‏لبنان ‏وحماية المواطنين؟”، وأشار إلى أن “أدعياء السيادة في لبنان لا يرون من وظيفة للجيش ‏سوى استدراجه ‏لمواجهة المقاومة وبيئتها ويتجاهلون أن وظيفة الجيش هي حماية البلد ومواجهة ‏العدوان، وليس ‏مواجهة الناس”.

ولفت الى أن “هؤلاء بذريعة الدفاع عن هيبة الدولة يحاولون تغيير ‏وجهة الصراع من صراع ‏مع العدو الصهيوني الى صراع داخلي بين اللبنانيين”، مشددا على أننا “لن نستدرج الى صراع داخلي ‏مهما بلغ مستوى التحريض والاستفزاز، حيث تعاملنا بحكمة ‏مع قرارات خطيرة صدرت عن الحكومة ‏حرصا على البلد، وما نزال نعمل بجهد كبير لوأد ‏الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي، لأننا أشد حرصا على ‏استقرار البلد وسيادته من أدعياء ‏السيادة”.

وأضاف: “اليوم، استمرار التصويب على المقاومة في ظل الاحتلال الإسرائيلي وفي ‏ظل ‏العجز الذي تعانيه الدولة، ليس سوى تشجيع للعدو على استمرار احتلاله وعدوانه، وهو دعوة ‏للعدو ‏للتوسع في عدوانه لا سيما في هذه المرحلة الخطيرة التي يحاول فيها الهيمنة على دول ‏المنطقة ‏وتحقيق مشروعه في تغيير وجه الشرق الأوسط وإقامة إسرائيل الكبرى”.

واردف: “‎‎لقد أثبتت المقاومة أنها عصية على الكسر، ولا يستطيع أحد إخضاعها أو إخراجها من ‏‏المعادلة الداخلية، وكل الرهانات والضغوط والقرارات والحملات لدفعها للاستجابة للمطالب ‏الأميركية ‏والإسرائيلية بنزع سلاحها وإخراجها من المعادلة فشلت بالكامل. وما أظهره حزب ‏الله على امتداد ‏الأشهر الماضية من قوة في المنطق وصلابة في الموقف كان رسالة للداخل ‏والخارج، بأن الرهان على ‏ضعف حزب الله ليس في محله، بل هو وهم وسراب”.

كما شدد دعموش على ان “المقاومة متجذرة في لبنان، وهي جزء من هويته الوطنية والرقم ‏‏الأصعب في معادلاته الداخلية، ولا يمكن لأحد اقتلاعها أو تفكيك بيئتها أو محو ذاكرتها أو ‏إدخال لبنان ‏في العصر الاسرائيلي”.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img