
ينطلق هذا الأسبوع بجلسة حكومية حامية يُخشى أن تفاقم الانقسام الحاصل في البلد، سواء مع المكون الشيعي او بين رئيسي الجمهورية والحكومة. اذ يبدو واضحا أنه، ورغم كل المحاولات لردم الهوة بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، الا أن اندفاعة الاخير لتنفيذ قرارات الحكومة، حتى ولو استلزم الأمر استخدام القوة، مقابل سياسة التروي والاستيعاب التي يعتمدها عون، يهددان بعرقلة العهد والعمل الحكومي باكرا جدا قبل ٧ أشهر على موعد الانتخابات النيابية، التي وصفها رئيس «القوات» سمير جعجع يوم أمس بـ»المعركة الوجودية»، معلنا انطلاق الموسم الانتخابي، وداعيا «القواتيين» لاستنفار طاقاتهم كلها على مختلف المستويات، تحضيرا لهذه الانتخابات.
وبالعودة الى جلسة الحكومة التي تنعقد في قصر بعبدا، فان تداعيات نشاط «الروشة» تتصدر بنودها، وبخاصة طلب وزارة الداخلية حل الجمعية اللبنانية للفنون – رسالات، وسحب العلم والخبر منها، وهو ما سيرفضه وزراء الثنائي الشيعي رفضا قاطعا، من دون استبعاد انسحابهم من الجلسة كما جرت العادة اعتراضا، في حال قام باقي الوزراء بالتصويت لصالح طلب «الداخلية».
ورفع نواب حزب الله في الساعات الماضية الصوت، داعين لسحب هذا البند من جدول الاعمال. ووصفه النائب علي المقداد بـ»غير الأخلاقي». وقالت مصادر مطلعة على موقف الثنائي الشيعي، أن «مواصلة الرئيس سلام بوضع نفسه بمواجهة مع مكوّن وطني، لن تكون عواقبه سليمة، وسيؤدي بالحد الأدنى لأزمة سياسية بالبلد تعطل العمل الحكومي، بعدما بات الخلاف على قانون الانتخاب يعطل الى حد كبير العمل التشريعي». وأضافت المصادر لـ»الديار»:»يصر سلام على ألا يخرج مهزوما من المعركة التي افتعلها بالروشة، وهو وان كان يغلّف هذه المعركة بشعار تطبيق القوانين واستعادة الدولة هيبتها، الا انه حقيقة يُدخل البلد في متاهات هو بغنى عنها، في منطقة تغلي وتطلب أقصى درجات التضامن الوطني، للتصدي للمشاريع التي تُحاك للبلد».
وتؤكد المصادر أن «أي اجراء سوف يتخذه الحزب للتصدي لاحتمال سحب الترخيص من جمعية رسالات سيكون بالسياسة حصرا، فهو يواصل تحييد الشارع، ويتعاطى بأقصى درجات ضبط النفس، والاوراق التي لم يستخدمها للتصدي لقرار حصرية السلاح، لن يستخدمها اليوم في معركة رمزية».
وان كان البندان المرتبطان بنشاط الروشة (حل رسالات وعرض وزير العدل للاجراءات التي اتخذتها النيابة العامة التمييزية) يتصدران راهنا الاهتمامات، الا ان التقرير الأول الذي سيعرضه قائد الجيش العماد جوزاف عون، لتنفيذ قرار حصرية السلاح يبقى الأهم. وان كانت معلومات «الديار» تشير الى أنه «لن يلحظ مفاجآت، وسيشدد بشكل أساسي على أن استمرار «اسرائيل» باحتلال عدد من المواقع الحدودية، يعرقل تنفيذ القرار الحكومي».
ويبدو حزب الله مطمئنا تماما لآداء قائد الجيش وحرصه على السلم الأهلي، وهو ما عبّر عنه قياديون في الحزب أمام من التقوهم مؤخرا، معتبرين أنه تجاوز وبنجاح اختبار الروشة.














