مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 2/10/2025

إذا كانت الوقائع اللبنانية تضج بالكثير من الهموم السياسية والإقتصادية والأمنية فإن المشهد الإقليمي لا يبارح تموضعه على الفالق الملتهب.
وعلى رأس تلك الهموم يبقى دائما الهم المتأتي من الخاصرة الجنوبية على شكل اعتداءات إسرائيلية واستفزازات واغتيالات وانتهاكات يومية.
آخر هذه الإنتهاكات كانت إغارة مسيرة معادية على سيارة على طريق الخردلي – الجرمق ما أسفر عن استشهاد مهندسين نعتهما نقابتهما التي أشارت إلى أنهما ارتقيا أثناء أدائهما واجبهما المهني والوطني موضحة أنهما كانا متوجهين إلى الخيام للقيام بعمليات مسح للأضرار وتقييم للبنية التحتية.
على المستوى الداخلي ظل ملف الإنتخابات النيابية المقبلة في صدارة الإهتمامات وسط اشتباك سياسي أبرز أسلحته سلاح التعطيل الذي مورس في مجلس النواب وأطاح بالجلسة التشريعة الأخيرة.
وفي ظل سلاح تغييب النصاب وتعطيل عمل البرلمان وقع رئيس الجمهورية اليوم المرسوم القاضي بإحالة مشروع قانون موازنة العام 2026 إلى مجلس النواب الذي شهد اليوم جلسة للجنة الفرعية المنبثقة من اللجان المشتركة تم خلالها الإستماع لوزير الداخلية والبحث في اقتراحات القوانين الإنتخابية.
في الجلسة التي قاطعتها كتلتا القوات اللبنانية والكتائب كان وزير الداخلية واضحا بأنه يعمل وفق القانون الساري المفعول ما يعني أن إنتخابات المغتربين ستكون على أساس المقاعد الستة وفق ما أعلن نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب بعد ترؤسه الجلسة.
وبحسب بو صعب فإنه لا أحد من الحكومة أو من النواب يتحدث عن أي تأجيل للإنتخابات مشددا على أن هناك إصرارا على أن تجري في موعدها.
وبينما كانت اللجنة الفرعية ملتئمة على النية الإنتخابية أطلقت الحكومة رسميا المنصة الخاصة بتسجيل الناخبين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية الراغبين في المشاركة بالإنتخابات المقبلة.
إلى كل ذلك يترقب لبنان المسار الذي ستسلكه خطة الرئيس الأميركي بشأن قطاع غزة.
الخطة ما زالت حركة حماس منكبة على درسها بالشكل الذي يستجيب للمصالح العليا للشعب الفلسطيني.
ومن هذا المنطلق تسعى الحركة إلى تعديل بعض بنود الخطة وبينها بندا نزع السلاح وإبعاد الكوادر إلى خارج قطاع غزة.
وعلى الأرض تكثف قوات الإحتلال ضغطها الميداني وعملياتها العسكرية الواسعة لدفع سكان مدينة غزة إلى مغادرتها.
وفي هذا الإطار هدد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس من يبقى في المدينة بأنه سيصنف إرهابيا.
لكن الإرهابي الحقيقي هو جيش الإحتلال الذي لم يتورع عن اقتحام وقرصنة سفن أسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة واعتقال نشطائه وسوقهم إلى كيان الإحتلال تمهيدا لإبعادهم إلى أوروبا.
وقد تسببت هذه القرصنة الموصوفة بموجة إدانات دولية واندلاع تظاهرات حاشدة في العديد من العواصم الأوروبية وتركيا وتونس فيما استدعت إسبانيا القائم بالأعمال الإسرائيلي.

كما انهم كائنات متوحشة على الارض، كذلك هم حيتان مفترسة في البحر الصهاينة الذين يمارسون كل انواع الارهاب ضد البشرية ارهبهم اسطول بحري باسم الصمود العالمي حمل الكثير من الحب والانسانية وما امكن من المساعدات الغذائية وابحر بمظلة شعبية عالمية ليكسر الحصار المفروض على اهل غزة المقتلين والموعين.
لكن الصهاينة المطيحين بكل القوانين الدولية والقيم الانسانية، المدججين بالسلاح وكل انواع الدعم الاميركي، اوقفوا الاسطول وصادروا سفنه الاربعين، واعتقلوا من عليها من اربع جهات الارض، بينهم الكثير من الاوروبيين والاميركيين، وبعض العرب والمسلمين.
وفيما سلمت الدول العربية وشعوبها كعادتهم بالامر الواقع، اشتعلت مدن عدة من انحاء العالم بالتظاهرات المنددة بقرصنة الصهاينة واجرامهم المتفاقم، وقام الرئيس الكولومبي الثائر “غوستافو بيترو” بدلا عن الكثير من الزعماء العرب معلنا طرد من تبقى من البعثة الدبلوماسية الصهيونية في بلاده.
وفي بلادنا المبحرة بين امواج المنطقة ورياحها خبط عشواء، لم تلحظ حكومتها ولا وزارة خارجيتها ان على متن الاسطول المعتقل لبنانيان هما لينا الطبال ومحمد القادري، بل لم يلحظوا ان مهندسين لبنانيين اغتالتهما يد الغدر الصهيونية عند جسر الخردلي اليوم، كما لم ولن يلحظوا ان بلدا باكمله تغتاله المشاريع الصهيونية الاميركية والاحقاد الداخلية، فيما هم عالقون بين بيانات وصور وصخور.
ولمعالجة التباينات بحرص على تحقيق المصلحة الوطنية العليا ومناقشة القضايا والاستحقاقات الوطنية، كان اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في بعبدا.
ومن حارة حريك كان بيان كتلة الوفاء للمقاومة الذي أكد على اولوية ان يبذل المسؤولون قصارى جهودهم لمواجهة الاعتداءات الدائمة، وعدم إشغال الرأي العام بأمور جانبية ناتجة من حسابات خاطئة وانفعالات تسبب أزمات داخلية لا داعي لها ولا طائل منها.
ومن منبره الثابت مع فلسطين وقضيتها كان تأكيد قائد انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للثابتة اليمنية المؤكدة بالاستمرار باسناد غزة مهما غلت التضحيات بعيدا عن كل ما يحكى عن مقترحات اميركية لاخضاع الفلسطينيين بموافقة عربية تحت مسمى مقترحات للسلام.

ألغام الدستور والقوانين والأنظمة الداخلية أكثر من أن تحصى، وفي كل مرة ينفجر لغم يتعطل شيء في البلد.
هذا الأسبوع انفجر لغم القوانين التي أقرت في مجلس النواب وهل هي نافذة أو غير نافذة؟ بالنسبة إلى رئيس المجلس القوانين غير نافذه لأن هيئة المكتب لم توقع على المحضر، صحيح أن الأكثرية ليست في يد الرئيس بري، فاستعاض عنها بألأكثرية في الهيئة، ومن يستطيع أن يجاري الرئيس بري في أرانبه؟
ولكن سباق الارانب يضع اقتراع المغتربين على كف عفريت، كما من شأنه ان يطيح الإنتخابات برمتها.
سقوف المواقف عالية، والتشنج سيد الموقف، فمن سيستطيع أن ينزل أصحاب المواقف العالية عن الشجرة؟
لا يبدو أن الأمر سهل، فالرئيس نبيه بري في حديث إلى صحيفة النهار أكد تمسكه بقانون الانتخاب الحالي، وقال: “لا يتقدم عليه إلا الإنجيل والقرآن”.
في انتظار الجواب، يشهد الاسبوع المقبل جلسة لمجلس الوزراء، ويفترض ان تطلع على التقرير الشهري لقيادة الجيش عن خطة حصر السلاح إقليميا ودوليا، اين أصبح موقف حماس من خطة ترامب لغزة؟
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أعلنت اليوم أن الولايات المتحدة تأمل في موافقة حركة “حماس” على خطتها بشأن غزة وتتوقع ذلك، وإن الرئيس دونالد ترامب سيضع خطا أحمر لأي رد من الحركة.
وأضافت ليفيت في مقابلة مع فوكس نيوز ردا على سؤال عن احتمال انسحاب حماس من الخطة “إنه خط أحمر سيضطر رئيس الولايات المتحدة إلى وضعه، وأنا واثقة من أنه سيفعل”.
ما يطرح السؤال: ماذا يمكن أن تكون عليه ردة الفعل الاميركية في حال لم تواف حماس؟
وهل الخط الأحمر الذي تتحدث عنه المتحدثة باسم البيت الأبيض هو وجه من أوجه التحذير الأميركي للحركة؟

وللحرية الحمراء أسطول الصمود حشدت له إسرائيل أسطولها الحربي مئات الناشطين من مختلف الدول والجنسيات ومنهم اللبنانيان إبنة طرابلس لينا طبال ومحمد القادري نجل غزة البقاعية.
ركبوا البحر وملؤا ظهره بأكثر من أربعين سفينة في رحلة كسر الحصار عن غزة. تعددت هوياتهم وصفاتهم منهم المحامي والطبيب والفنان والممثل والخبير بالقانون الدولي إلى لائحة تطول وجمعهم هدف إنساني واحد ضمن قافلة هي الأكبر في تاريخ حصار القطاع منذ ثمانية عشر عاما وفي الرحلة التي امتدت لمئات الأميال البحرية وعلى مدى أسابيع من الإبحار للوصول إلى الهدف.
جيشت إسرائيل كل أساليب الترهيب من التشويش إلى قرصنة السفن والمراكب واختطاف الناشطين.
وفي ليلة القبض عليهم اقتادتهم إلى سجونها وأخضعتهم للتحقيق من دون وجود محامين في انتهاك للاتفاقيات الدولية اقتحام الأسطول واعتقال الناشطين كانا بندا إضافيا في حراك الشارع دعما لغزة ورفضا لحرب الإبادة.
وعليه شهدت شوارع العواصم موجات غضب واستنكار ترافقت مع إدانات دولية واسعة واستدعاءات لسفراء الاحتلال لا خطوط حمر أمام إسرائيل ومن مجموعتها “استعار” الرئيس دونالد ترامب خطا وضعه تحت مهلة نهاية الأسبوع كي يتلقى رد حماس على خطة غزة بحسب البيت الأبيض.
وبحسب القصر الجمهوري لقاء ثنائي جمع الرئيس جوزاف عون برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وعلى مسافة أيام من الجلسة الحكومية المرتقبة حول تقرير الجيش في شأن حصر السلاح حضرت الاستحقاقات الوطنية في اللقاء مع التوافق على معالجة التباينات حرصا على المصلحة الوطنية العليا لينتقل بعد ذلك رعد إلى اليرزة حيث التقى قائد الجيش رودولف هيكل.
وإلى “العلا” حيث جمع مؤتمر الأمن في السعودية وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بوزير الدفاع اللبناني ميشال منسى على تعزيز التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين ومتابعة اتفاق جدة الذي جرى التوصل إليه في آذار الماضي بشأن ترسيم الحدود.
وأما الشق الثاني من الملفات المشتركة والمتعلقة بملف الموقوفين السوريين والمفقودين اللبنانيين فتولى نائب رئيس الحكومة طارق متري إطلاع رئيس الجمهورية على حصيلة الاجتماعات اللبنانية- السورية.
وعلى الشأن القضائي اجتماع أمني في السرايا عن تبعات حادثة الروشة أفضى إلى وجوب تطبيق القانون بالتساوي على الجميع ومن دون استثناء وخلال استقباله جمعيات بيروتية قال رئيس الحكومة نواف سلام إن الخاسر الأكبر مما حصل في الروشة هو مصداقية الجهة المنظمة ومن يقف خلفها وإن استعادة هيبة الدولة تكون عبر تطبيق القانون ومحاسبة من أخلوا بتعهداتهم مضيفا أن الأمن لا يتحقق إلا بحصرية السلاح والمساواة تسقط حين يحتفظ بعض الأطراف به وأنا لم ولن أسلك غير هذا الطريق: دولة واحدة قانون واحد جيش واحد.














