تخوض ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن في تشرين الثاني المقبل الانتخابات النصفية ضد الجمهوريين في كل من مجلسي الشيوخ والنواب، في محاولة لتثبيت السيطرة على المجلسين، وتاليا على البرنامج السياسي للولايات المتحدة في السنتين المتبقيتين من عهد بايدن.
تحضيرا لهذه الانتخابات، تستجمع الادارة الاميركية كل الاوراق الرابحة سواء اكان في السياسة الداخلية او الخارجية ومن بينها طبعا ورقة المفاوضات النووية مع ايران .
ومن ضمن حسابات الربح والخسارة في الانتخابات النصفية، قرر الرئيس الاميركي ابقاء الحرس الثوري الايراني ضمن اللائحة السوداء الاميركية، فأسقط شرط طهران لاتمام الاتفاق النووي وابلغ قراره هذا
الى رئيس الوزراء الاسرائيلي نافتالي بينيت في اتصال هاتفي بينهما بحسب ما نقلت صحيفة الاميركية .
politico .قرار بايدن ادى الى تعليق مفاوضات فيينا على الاقل حتى ما بعد تشرين الثاني المقبل، وتزامن والحديث عن اعادة اللحمة الى العلاقات الاميركية السعودية، وسط ترقب لامكان تحديد موعد زيارة الرئيس الاميركي الى المملكة .
تزامنا، اغتالت اسرائيل عقيدا في الحرس الثوري في طهران وابلغت واشنطن بذلك بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز ، فيما توعدت طهران بالرد على العملية .
قراءة هذه التطورات، وضعت الشرق الاوسط في ذروة مرحلة دقيقة خطيرة، ووضعت لبنان معه في عين العاصفة الاقليمية، لا سيما مع تصاعد وتيرة التهديدات بين طهران وتل ابيب .
هذه صورة المنطقة المعقدة من حولنا، ولبنان الغارق في انهياره المالي، يبدو ان لا شيء يشغل سياسيوه ومواطنوه هذه الايام الا قضيتين :
-كيف ستتعامل الاسواق النقدية غدا مع تعميم المصرف المركزي الجديد وكم سيبلغ سعر الليرة مقابل الدولار ؟
– وبكم صوت سيفوز الرئيس نبيه بري بولايته السابعة كرئيس لمجلس النواب، وهل سيعطيه نواب التيار الوطني الحر اصواتهم، وبكم من الاصوات سيفوز نائب الرئيس وهو على الارجح الياس بو صعب ؟
كل الانظار صوب حلبة مجلس النواب الثلثاء المقبل، وبعد هذا التاريخ ستتضح صورة التفاهمات المقبلة، فهل اصبحت العقلانية في التعامل بين الحليفين اللدودين هي عنوان المرحلة المقبلة ؟وماذا ستفعل سائر القوى النيابية، و لاسيما منها نواب 17 تشرين ؟
الثلثاء لناظره قريب، وكل الصور القاتمة قد تمحوها صورة قرى منسية في عكار الجميلة.

باحةُ المسجدِ الأقصى هي حائطُ مَبكى سياسي للمسؤولينَ الإسرائيليين.. وبابُ العامود كان عاموداً لتعليقِ الأزَماتِ الداخلية عليه.. أما مسيرةُ الأعلام فليست سوى مَحفلٍ عنصريٍ استفزازي حديثِ النشأة لا يَدخُلُ قاموسَ الطقوس والديانةِ اليهودية هو يومٌ احتلّته إسرائيل بُعيدَ اقتطاعِ الجُزءِ الشرقي من القدس عامَ سبعةٍ وستين.. ومنذُ عامِ سبعين بدأت تسييرَ هذه الذكرى في التاسعِ والعشرين من أيار في كلِ عام احتفاءً باحتلالِ القدسِ الشرقية.. تتمايلُ راقصةً وتلوّحُ بالعلَم وتدخُلُ البلدةَ القديمة لتَنتهِيَ المسيراتُ عند َحائطِ البُراق في صلاةِ شكرٍ جماعية وحتى لا يَترُكَ الفِلَسطينيون المناسبةَ للمحتل فإنّهم يتصدَّون للاقتحام، لاسيما بعدَ إعلانِ غُلاةِ المستوطنين نيّتَهم تحطيمَ قُبّةِ الصخرة والاعتداءَ على أَسمى المقدسات وهذا العام كان الفِلَسطينيون سياجَ مدينتِهم.. رَفعوا العلَمَ من الأرضِ إلى السماء وتصدَّوا للمستوطنين والجنودِ الإسرائيليين بالأحذيةِ العابرة فوقَ كلِ مواقفِ عالمٍ عربيٍ خائر اعتقالاتٌ وعشراتُ الإصابات في صفوفِ المقدسيين ومواجهاتٌ في نابلس ورام الله والخليل لا تزالُ مستمرةً حتى الساعة لكنّ نهارَ المسيراتِ الإسرائيلية كان يجري تنظيمُه في ظلالِ “سيفِ القدس”، المعركةِ التي لا تَغيبُ عن بالِ القادةِ الإسرائيليين.. وهم في موازاةِ السماحِ الأمني باقتحامِ الأقصى فقد تراءتْ لهم صواريخُ الذاكرةِ القريبة المسنّنة على صوتِ أبو عبيدة والمصنّعة في مخازنِ القسام ومحمد الضيف ومروان عيسى، والمسوّرة بتعاليمِ يحيي السينوار هذه الأسماءُ التي لها وقْعُ الصواريخ تحسّبَ لها العدوُّ الذي حوّلَ نفسَه إلى شرطيٍ على مستوطنيه وتأهّبَ إلى أقصى درجاتِه ناشراً أكثرَ من ثلاثين ألفاً من عناصره، وفعّلَ منظومةَ القُبةِ الحديدية تحسباً لردِ المقاومةِ الفِلَسطينية والهلعُ الأمني لدى شرطةِ العدو لا يضاهيه سوى السقوطِ السياسي للقادة الإسرائيليين.. فكلٌ شاركَ في مسيرةِ الأعلام حاملاً علَمَه الخاص الذي يَختصِرُ أزَماتِه وظَهرَ رئيسُ وزراءِ العدو الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو متزعّماً المتطرفين خلالَ اقتحامِ حائطِ البُراق في الأقصى، وهو بهذهِ الحركة يُقحِمُ نفسَه في مسيرةٍ من شأنها أن تَفُكَّ عُقدتَه الداخلية وتَسمحَ له يوماً بالعودةِ إلى الحكومة بعدما غادرَها كمُدعى عليه ويَخضعُ للمحاكمة أما عضوُ الكنيست الإسرائيليُ المتطرف إيتمار بن غفير فجاءت مشاركتُه صكَّ غفرانٍ للكنسيت المأزوم، المتأرجحِ على “بيضة قبّان” عربية اسمُها عباس منصور رئيسِ القائمةِ العربية الموحّدة الذي له وحدَه أن يَفُكَّ المنظومةَ الحكوميةَ الحالية ويُسقِطَها، لكنّه لم يفعلْ قائلاً لحماس: لن تُخبرونا بما يجبُ علينا القيامُ به. العرب بفَرعِهم الإسرائيلي الأصلي يَفُكّونَ المشنوق في الكنيست، فيما رئيسُ الحكومة نفتالي بينيت يَسمحُ بتنظيمِ مسيرةِ الأعلام لكونِه محاصراً بين علَمَي نتياهو سابقاً وألكسندر ليبيد لاحقاً.. ولا يَملِكُ أغلبيةً للائتلاف أو التحرَكِ خارجَ السَرب وعلى هذا المَسار تُصبحُ مسيرةُ المستوطنين اليوم كمَن يُقيمُ تظاهرة “معاً للإنقاذ” السياسي الداخلي. أما “حكومة معاً للإنقاذ” اللبنانية فقد وُضعت على جهازِ التنفّس الصناعي ومن دونِ أَعْلامٍ ولا هوُية تُحدِّدُ مواصفاتِها في المرحلةِ المقبلة والبعضُ يأخُذُ بمَسارِها إلى ما بعدَ بعدِ نهايةِ العهد وسْطَ تزايدِ الحديث عن الفراغِ الرئاسي.. والحُكمِ “النجيب” وإلى حينِه فإنّ العيونَ غداً تتّجهُ إلى المصارف والحشدِ نحوَها في أولِ يومٍ لإعادةِ تطبيقِ التعييم 161 لمصرِف لبنان فيما الأنظارُ النيابية تُحشَدُ إلى ساحةِ النجمة الثلاثاء مع جلسةِ انتخابِ رئيسٍ ونائبِ رئيس لمجلسِ النواب ومعَ نفيِ التيارِ الوطني لانتخابِ نبيه بري رئيساً.. فإن “الكيميا” الطِبية عادت وجَمعتِ الطرفين في انتخاباتِ نِقابةِ الأطباء اليوم، والتي شَهِدت على تحالفاتٍ نِقابية تُؤخَذُ منها خِزعاتٌ سياسية وبنتيجتِها فاز مرشحُ الجامعة الأميركية لبيروت الدكتور يوسف بخاش نقيباً والذي تحلّقت حولَه الأحزاب وضِمناً الثنائيُ الشيعي والتيارُ الوطني الحر.
![]()
مُسيّرةٌ واحدة تحمل علم فلسطين جعلت باب العمود ومعه كل فلسطين ودول العالم تفتح عيونها على السماء وعلى القضية/وتُفقِد كيان العدو ومسيرة الأعلام الصهيونية الصواب//.
كل الإستنفارات العسكرية والسياسية والإعلامية اسقطتها طائرة مسيرة//.
الفلسطينيون كثفوا منذ الفجر إنتشارهم وتصدوا للإعتداءات/ فيما كان المستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الإحتلال التي اعتدت هي أيضاً على المرابطين والمرابطات وحوّلت المنطقة إلى ما يشبه ثكنة عسكرية//.
الإستنفار الفلسطيني لم يقتصر على الجانب الشعبي/ وإنما شمل الجناح المقاوِم الذي رَفَعت فصائله وغرفتُه المشتركة ثلاثية (الأمة والشعب والمقاومة) ومعادلة الربط بين الساحات وأشهرت (سيف القدس – 2) التي كانت الصواريخ قد دكت قلب تل أبيب وحيفا في نسختها الأولى العام الماضي//.
هذه التهديدات إستدعت تحركاً أميركياً وغربياً وإقليمياً لمنع الإنزلاق نحو مواجهة عسكرية واسعة ربما لا تريدها واشنطن وحلفاؤها في هذا التوقيت لكي يُبْقُوا الأضواء مسلّطة على الحرب في أوكرانيا وشد الحبال بين الولايات المتحدة وكل من روسيا والصين//.
وتأسيساً على هذا التحرك/ كانت قد طلبت واشنطن من حكومة العدو الإسرائيلي سحب فتائل (مسيرة الأعلام)/ لكن رئيسها نفتالي بينيت يريد الإستثمار عليها في محاولة منه لإنقاذ نفسه بعد تهاوي شعبيته واهتزاز حزبه في ضوء إستقالة أغلبية أعضائه//.
اللبنانيون الذي يرصدون الوقائع الميدانية على أرض فلسطين/ يوزعون إهتماماتهم المحلية بين الإستعدادات لجلسة إنتخاب رئيس لمجلس النواب ونائب للرئيس وهيئة المكتب بعد غد الثلاثاء/ وبين إمتحان انخفاض سعر صرف الدولار إزاء الليرة والمسار التطبيقي للبيانين اللذين أصدرهما مصرف لبنان الجمعة الماضي//.
فهل تشكل إجراءات البنك المركزي ضماناً طويل الأمد أم أنها مؤقتة وموضعية/ علماً بأن سعر صرف الدولار واصل انخفاضه في عطلة نهاية الأسبوع حيث تراوح اليوم بين 27600 و 27650 ليرة//.
نقابياً/فازت اللائحة المدعومة من حركة أمل وحلفائها في انتخابات نقابة الاطباء ب ١٥ مقعداً من أصل ١٦…//.
![]()
الثلاثاء المقبل استحقاق مهم.
اما الاهم، فاستحقاقات ما بعد الثلاثاء، واولها الاستشارات النيابية الملزمة لتحديد هوية رئيس الحكومة الجديد، ثم استشارات التأليف، حيث يكتنف غموض كبير شكل الحكومة المقبلة، ونوعية وزرائها، وخطر التأخير في تشكيلها، علما انها ستتولى قيادة البلاد في احدى ادق المراحل، التي تُرسم فيها اكثر من خارطة طريق سياسية واقتصادية ومالية بين الداخل والخارج، بعد الانهيار الكبير الذي حل بالبلاد.
وبالعودة الى استحقاق الثلاثاء، الاكيد حتى الآن امران:
الاول، عودة رئيس حركة امل الى رئاسة مجلس النواب، في ضوء غياب المرشح البديل من جهة، وتوفر العدد الكافي من الاصوات من جهة اخرى.
اما الامر الثاني، فتقدم مرشح تكتل لبنان القوي النائب الياس بو صعب في معركة نيابة رئاسة المجلس، علما ان الحسم النهائي ينتظر بلورة الكتل لمواقفها في الساعات المقبلة، علما ان هوية اي مرشح منافس لم تتضح بعد.
وبعيدا عن المسار السياسي، سجل اليوم تطور امني بارز، حيث تمكنت القوى الامنية اللبنانية، وفي عملية نوعية، من إحباط محاولة تهريب 18.3 كيلوغراما من حبوب الكبتاغون الى دولة الكويت، عبر مطار بيروت.
وخلال التحقيقات الأولية تبيّن أن المهرب الموقوف سعودي الجنسية هو مقيمٌ في الكويت وبحوزته أوراق أمنية كويتية.

للأقصى شعبٌ يَحميهِ ورجالٌ تَفديهِ وساحاتٌ فُرشت بالمرابطينَ المقدسيين والقبضات التي كَسرت غاياتِ الاحتلالِ وراياتِه المسماةَ مسيرةَ اعلام..
لم تَجرِ رياحُ القدسِ كما اشتهت اعلامُ الصهاينة، ولم تَسِرْ مسيرتُهم في ازقتها، واِن كَثُرت العنترياتُ والتصريحاتُ فانَ ما بَعَثَ به قادةُ الاحتلالِ عبرَ الوسطاءِ والمتابعينَ انْ لا نيةَ للتصعيد، وانَّ مستوطِنيهم لن يَدخلوا الى داخلِ المسجدِ القِبلي ولا قُبةِ الصخرة..
وكصخورِ القدسِ تترقبُ المقاومةُ الفلسطينية، والعينُ على ابعدِ مدىً، والاصبعُ على الزِّناد، والتنسيقُ على اعلى المستويات، وكلُّ الفصائلِ تُمسكُ بسيفِ القدسِ الذي لن يُغمَدَ اِن مَسَّ الاقصى اذىً او طالَهُ تدنيس..
وإن رقَصَ بعضُ الصهاينةِ مَحميينَ من الشرطةِ عندَ ابوابِ القدس، فانَ بابَ التصعيدِ لم يَكُن مفتوحاً على مِصراعَيه، واِنَ الحكومةَ الصهيونيةَ التي تُعَدُّ صريعةَ المزايداتِ والمناكفاتِ كانت اعجزَ من انْ تَتمادى الى حدودِ الاشتباك، فرَفعت التصريحاتِ ورَعَت المسيرات ، ثُم سَيَّرَت مستوطنيها بما لا يتجاوزُ الخطوطَ الحمرَ التي رسمَها الفلسطينيونَ ومقاومتُهم. وإن تخطوها فان الشعب الفلسطيني ومقاومته بالمرصاد، لتبقى رايةُ فلسطينَ اعلى من كلِّ تطاولِ المحتلين ..
في لبنانَ الذي تطالُ الازمةُ فيهِ كلَّ شيء، يُنْتَظَرُ اسبوعُ الاستحقاقاتِ معَ غليانٍ ماليٍّ واقتصاديٍّ وحَراكٍ سياسيٍّ على ابوابِ جلسةِ الثلاثاءِ النيابيةِ لانتخابِ رئيسٍ للمجلسِ ونائبٍ له وهيئةِ مكتبِه، ومن الهيئةِ العامةِ للمشاوراتِ فانَ الامورَ تسيرُ بهدوءٍ بعيداً عن صخَبِ الاعلام..
امنياً خبرٌ صاخبٌ احرجَ المعنيينَ والمتقلِّبينَ على الشاشات، فعمليةُ ضبطِ تهريبِ عشراتِ الكيلوغراماتِ من مادةِ الكابتغون المخدِّرةِ عبرَ مطارِ بيروتَ بطلُها سُعوديُ الهويةِ والانتماء، وله صفةٌ امنيةٌ في احدى الدولِ الخليجية، فتَخدَّرت منابرُ كَذِبِهم وشاشاتُ تضليلِهم التي ما بَرِحَت تتهمُ اللبنانيينَ، وتديرُ حملاتِ الكَذِبِ السياسيِّ عندَ كلِّ عمليةِ تهريبٍ للمخدراتِ متى كانت من لبنان، حتى تكررَ الدليلُ أنَ شبكاتِ الموتِ هذه لها اذرعٌ داخلَ الاجهزةِ الامنيةِ الخليجية، من اميرِ الكابتغون قبلَ اعوامٍ الى عادل الشمري اليوم، وما بينَهما من عملياتٍ على مدى سنينَ وايامٍ تَرُدُّ على كلِّ الاكاذيبِ والافتراءاتِ وتؤكدُ المثلَ القائل: “دود الخل منه وفيه”.














