| رندلى جبور |
يا سيد.. أترانا بعد سنة نشعر بفقدك أكثر؟
وكأن الفاجعة حلّت بنا الآن، وكأن دموعنا التي صمدت طوال عام، انفجرت فجأة على غيابك الذي طال ولو كنتَ حاضراً.
وكأننا في هذه اللحظة، بدأنا نصدّق نبأ استشهادك العظيم.. و”نداء السماء” يطنّ بآذاننا آذان، وكأنك الموسيقى التي تعزف على جرحنا وإبائنا معاً.
خطاباتك اليوم بالذات لم أحملها. فجّرت طوفاناً من الشوق ومن الغضب.
أسكتوا صوتك؟ ولكنهم لن يُسكِتوا ما تعلمناه منك، وسنمضي به ثابتين ولو متعبين.
صورك اليوم بالذات حبلى بالملح، وأنت بحرنا العاصف ثورة لن تشيب ولو تغمّست بالدم.
وأولئك الآتون من بعيد لإحياء ذكراك وكأن كل واحد فيهم هو نحن وأنت.
إنصهار حزن وكرامة في خلطة مشاعر تغطي جغرافيا هذا العالم.
تَزاوُج دموع وتحدّ في قداسة حب لا تسعه هذه الأرض.
خسرناك يا سيد لكننا لم نخسر أنفسنا المصقولة بروحك، وهذا هو المهم لنكمل ما بدأته، ما صنعته. ليكون كلٌ فينا قائد صغير مولود من رحم نضالك للتحرير والمواجهة والوقوف مع المظلومين.
يا سيد.. منذ سنة، ومن الصوت الأول لأطنان الحقد الكثيرة، صرخت: “السيد راح”.. واليوم أيضاً أصرخ بحرقة “السيد راح” ولكننا نعدك بالبقاء طالما فينا نبض وروح يا عزيز الروح، يا ذاك النوح الذي ذهب في طوفان إلى راحته الأبدية، بعدما حمّلناه كثيراً، بعدما أتعبناه كثيراً.
يا سيدي، الصليب وكربلاء والجنوب والضاحية والبقاع وامتداد القهر واللاعدالة، لن يجعلونا إلا أصلب وأقوى ولو كنا محزونين، فنحن ممتلئون بالإرث الكبير الذي تركه معلمون ورسل وأسياد!
للانضمام إلى مجموعة “الجريدة” إضغط على الرابط
https://chat.whatsapp.com/KcTcdtSlZ5a0SaZPTZsoiV?mode=ems_copy_c














