السبت, ديسمبر 6, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداثاستعادة الدولة تبدأ من الجنوب.. لا من صخرة!

استعادة الدولة تبدأ من الجنوب.. لا من صخرة!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| غاصب المختار |

كان بالإمكان تلافي كل هذه “الشوشرة” المفتعلة حول إضاءة صخرة الروشة بصورٍ لشهيدين كبيرين، في احتفالية لم تستمر أكثرمن ساعة. وكان يمكن التفكيرجدّياً بإجراءات عملية في سبيل استعادة الدولة مكانتها وقرارها وتطبيق القوانين… إلى ماهنالك من حجج ساقها قرار رئيس الحكومة نواف سلام ومؤيدوه، لتبرير منع إقامة احتفالية رمزية للسيدين الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. وتبرير “الاستفاقة” المتأخرة سنوات طويلة على حماية ممتلكات عامة، برية وبحرية ونهرية، مستباحة من سنوات طويلة ولا زالت، من قبل نافذين ومدعومين من عدد كبير من أركان السلطة الحالية.

ما هكذا يتصرف الحاكم في وضع خطير على كل البلاد، بينما الاحتلال الاسرائيلي جاثم على مناطق غالية وعزيزة على أهلها، يستبيح السيادة وقرار الدولة، ويهين الدولة كل يوم بوصفها عاجزة. ولا هكذا تستعيد الدولة وجودها وهيبتها وقرارها. لقد بدأت من المكان الخطأ، وفي التوقيت الخطأ. استعادة السيادة وقرار الدولة يبدأ من تحرير الجنوب، ومن تحرير مواطنين لبنانيين قاوموا المحتل، و تحمّل الدولة لمسؤولية التحرير بدل تحمّل مسؤولية نزع سلاح من عمل على التحرير.

استعادة قرار الدولة وهيبتها وسيادتها لا تبدأ من صخرة، بل تبدأ بقرار جريء لمواجهة شروط الاحتلال ومن يدعمه، عبر تجميد أي مفاوضات معه، ولو غير مباشرة، قبل أن ينسحب من المناطق المحتلة. وقد أكدت تجارب لبنان التاريخية مع الاحتلال الاسرائيلي أنه لا يفهم بغير لغة القوة، ولا يستجيب للحق بغير صلابة الموقف ووحدة الموقف ودعم المقاومة، ولو كانت الكلفة عالية، لكنها تستأهل التضحية من أجل كرامة الوطن والدولة والمواطنين. فما يحصل الآن من تهاون أمام الاحتلال، والارتهان لإملاءات الإدارة الأميركية، والخنوع أمام مواقف مسؤوليها وموفديها، لا كرامة فيه لأي دولة.

قيام الدولة يكون منقوصاً إذا كانت مساحة الوطن منقوصة شبراًواحداً من الأرض. وكرامة الدولة من كرامة شعبها، فإن كان شعبها مهاناً مهجّراً تكون الدولة مهانة. لذلك لا تشعر “حكومة الصخرة” بأي استقرار سياسي أو اقتصادي طالما أن قسماً كبيراً من شعبها غير مستقر، وطالما سيادتها على أرضها ـ وليس على صخرة ـ منقوصة بالاحتلال، وكرامتها منقوصة بالسكوت والعجز عن مواجهة الاحتلال.

قيام الدولة ووحدتها ووحدة شعبها، لا يكون بتحريض البعض على البعض الآخر من الشعب، طائفياً ومذهبياً، واستنفار العصبيات والمتزلفين الشعبويين، واستغلال ظروف المواطنين الصعبة بعد الحرب لفرض قرارات ووقائع لا تناسب المرحلة ولا تناسب تحقيق ما تسعى إليه الحكومة من إجراءات للنهوض.

مهلاً دولة الرئيس… ما هكذا تُدار أمور بلد محتل ومنقسم على ذاته سياسيا وشعبياً، ولا هكذا تحقق “مشروعك النهضوي”، فما جرى في موضوع “الصخرة” أضر بمشروعك وعرقل تنفيذه، وخلق شرخاً جديداً بين مكونات السلطة والحكومة والبلد، تعجز بسببه عن إدارة البلد.

 

للانضمام إلى مجموعة “الجريدة” إضغط على الرابط

https://chat.whatsapp.com/KcTcdtSlZ5a0SaZPTZsoiV?mode=ems_copy_c

 

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img