ما أراد الموفد الاميركي توم براك ايصاله ان كل الاوراق في يد واشنطن، وفي يد تل ابيب، وان على لبنان ان يختار بين قيام الجيش اللبناني بخطوات على الارض تثبت صدقية القرارات التي اتخذتها الحكومة، او بين انتظار استكمال الحرب الاسرائيلية على لبنان، بالتداعيات الوجودية على الدولة اللبنانية ما يستدعي هذا السؤال: هل واشنطن بصدد قطع خطوط التواصل مع بيروت ريثما تظهر السلطة اللبنانية جديتها على الارض؟
وفي هذا النطاق، كان لافتا كلام اوساط ديبلوماسية اوروبية على الصراع السعودي-الاسرائيلي حول سوريا ولبنان، وفي ضوء قرار حكومة نتنياهو الذي يعتبر ان الخطة السعودية الخاصة باستقطاب دول من سائر القارات للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ووضع الدولة العبرية امام واقع دولي مختلف بمنزلة فرض الحصار عليها، وهذا ما يعرف السعوديون ما هي انعكاساته لدى العقل السياسي الاسرائيلي.
واذا كان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان يقود الان محورا عربيا واسلاميا واسع النطاق من اجل الحيلولة دون تل ابيب وتنفيذ مشروع “اسرائيل الكبرى”، فان المعلومات الاوروبية وحتى الخليجية تشير الى ان بن سلمان الذي يقود دولة تتميز بتأثيرها السياسي والمعنوي والمالي بات داخل العين الاسرائيلية الحمراء، مع التوجس من النشاطات التي يبذلها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة حياله.
وعلاوة على ذلك، حذّرت الرياض، بحسب ما نقلته “القناة 12 الإسرائيلية”، من أنّ أي مخططات لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية او ضمها ، أو الشروع في ضمّ اغوار الأردن، ستدفع الدول العربية التي أبرمت اتفاقات إبراهام مع “إسرائيل”، وكذلك الدول التي تسعى للتطبيع معها، إلى إعادة النظر في تلك الاتفاقات وفي مجمل علاقاتها مع تل أبيب. وهو ما قد يعيد المنطقة إلى مرحلة ما قبل انفتاح دول الخليج على “إسرائيل”.















