الأحد, ديسمبر 7, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداثهل تتجاوب السعودية مع مبادرة "حزب الله"؟

هل تتجاوب السعودية مع مبادرة “حزب الله”؟

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| حيدر خليل |

في تطور لافت على الساحة اللبنانية ـ الإقليمية، وجّه الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم خطابًا دعا فيه المملكة العربية السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة، مؤكدًا أن سلاح الحزب لم يكن يومًا موجهًا لا إلى الداخل اللبناني ولا إلى الرياض، بل إن وجهته الحصرية هي العدو الإسرائيلي.

هذه الدعوة لا يمكن فصلها عن المشهد الإقليمي المتغير. فالتوترات في المنطقة بلغت ذروة جديدة بعد الاعتداء الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، في محاولة لاستهداف قيادة حركة “حماس”، وهو ما شكل صدمة سياسية غير مسبوقة في الخليج. ومع أن قطر كانت في الواجهة المباشرة، فإن الحدث سرعان ما انعكس على الموقف السعودي الذي بدا أكثر تشددًا في مقاربة العلاقة مع “إسرائيل”، إلى حد إعادة التذكير بأن التطبيع ليس مسارًا مفروضًا، وإنما هو خاضع لحسابات دقيقة ترتبط بالأمن القومي والاعتبارات الشعبية.

إلى جانب ذلك، جاءت زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى السعودية قبل أيام، لتؤشر إلى أن قنوات التواصل بين طهران والرياض لا تزال قائمة رغم العواصف. وهنا يُطرح السؤال: هل يشكل خطاب قاسم امتدادًا لهذه الأجواء التهدوية، بحيث يفتح نافذة أمام “حزب الله” لترسيخ فكرة أنه ليس جزءًا من أي تهديد للسعودية، وإنما طرف متموضع حصريًا في مواجهة “إسرائيل”؟

من الناحية السياسية، تبدو المبادرة بمثابة اختبار مزدوج: تطمين للداخل اللبناني بأن السلاح لن يتحول إلى أداة نزاع داخلي، ورسالة إلى الخارج، وخصوصًا الرياض، بأن الحزب مستعد لإعادة بناء الثقة إذا توفرت الإرادة. ومن جهة أخرى، فإن السعودية، وهي توازن بين ضغوط الحرب في غزة وارتدادات العدوان الإسرائيلي على قطر، تدرك أن المواجهة مع “إسرائيل” لم تعد مسألة فلسطينية ـ لبنانية فقط، بل دخلت عقر الخليج نفسه.

وعليه، قد يجد خطاب قاسم صداه في الرياض، إذا رأت القيادة السعودية أن تهدئة العلاقة مع “حزب الله” تسهم في تقوية موقعها الإقليمي في مواجهة “إسرائيل”، وتمنحها هامش مناورة أوسع ضمن خريطة التحالفات المتبدلة. أما إذا اختارت المملكة الاستمرار في نهجها التقليدي تجاه الحزب، فإن المبادرة ستبقى في خانة الرسائل السياسية غير الملتقطة.

في المحصلة، تضع مبادرة قاسم السعودية أمام معادلة دقيقة: إما التعامل مع المقاومة كجزء من معادلة إقليمية متغيرة أعادت “إسرائيل” نفسها إشعالها في الدوحة، أو إبقاء الأبواب موصدة في انتظار لحظة أخرى قد تكون أثقل كلفة.

 

للانضمام إلى مجموعة “الجريدة”  على الواتساب إضغط على الرابط

https://chat.whatsapp.com/KcTcdtSlZ5a0SaZPTZsoiV?mode=ems_copy_c

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img