تتصاعد حدة التوتر بين باريس و”تل أبيب” بعد اعتراف فرنسا، إلى جانب عواصم أوروبية أخرى، بدولة فلسطين، في خطوة اعتبرتها “إسرائيل” تحديًا مباشرًا لها.
ونقلت صحيفة “لوفيغارو” عن دبلوماسي فرنسي أنّ بلاده تدرس اتخاذ إجراءات “صارمة للغاية تجاه “إسرائيل” قد تتجاوز الأعراف الدبلوماسية المعتادة، بينها طرد دبلوماسيين إسرائيليين من باريس، وذلك في حال أقدمت تل أبيب على إغلاق القنصلية الفرنسية العامة في القدس المحتلة”.
في المقابل، كشف موقع “بوليتيكو” الأميركي نقلاً عن مسؤولين أوروبيين أنّ “إسرائيل” تبحث خيارات متعددة للرد، من بينها تسريع وتيرة ضم الضفة الغربية المحتلة، وإغلاق القنصلية الفرنسية في القدس، إضافة إلى التعدي على أراضٍ فرنسية في “إسرائيل” مثل مزار إليونا المسيحي .
مصدر أوروبي شدّد للموقع ذاته على أنّ العلاقات بين فرنسا “وإسرائيل “ستتدهور بشدة”، لافتًا إلى أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون يقود هذه المبادرة، فيما يبقى الحوار مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “معقدًا للغاية”.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية بحسب مصادر نقلتها “لوفيغارو”أنّ ردها لن يقتصر على الاعتراف الفلسطيني بحد ذاته، بل على “حجمه ودلالاته”، مشددة على أنّ تل أبيب لن ترضخ للضغوط الدولية في الشأن الفلسطيني.
وفي سياق متصل، شدّد الرئيس الفرنسي في مقابلة مع ” القناة الإسرائيلية 12″ على أنّ استمرار بناء المستوطنات في الضفة المحتلة يثبت أنّ الهدف الإسرائيلي “ليس القضاء على حماس، بل إنهاء حل الدولتين”، مؤكداً أنّ العمليات العسكرية في غزة تسببت بسقوط عدد كبير من الضحايا ما يضر بصورة “إسرائيل” ومصداقيتها، ومشيرًا إلى أنّ “الاعتراف بدولة فلسطينية هو السبيل الأمثل لعزل حركة “حماس”.
