يجد الحزب الجمهوري نفسه أمام معركة حاسمة لكسب الجيل الجديد من الناخبين، فبعد أن دشّن البيت الأبيض حسابه على تيك توك هذا الأسبوع، اعتُبر الأمر خطوة طال انتظارها، لكنها ليست كافية بمفردها.
يشير محللون إلى أن تجربة الرئيس دونالد ترامب عام 2024 شكّلت نموذجاً واضحاً لنجاح التواصل الرقمي مع الشباب، حيث ارتفعت نسبة تأييد الجيل Z له إلى 46%، بزيادة 10% عن 2020. وقد ساعد اعتماده على تيك توك والبودكاست في كسر احتكار الإعلام التقليدي وفتح قنوات مباشرة مع الناخبين.
لكن التحدي ما زال قائماً. فبينما يتجه الشباب الذكور نحو اليمين، تميل الشابات نحو اليسار، خصوصاً في ملفات حساسة مثل الإجهاض. وفي المقابل، يواصل الديمقراطيون، وعلى رأسهم شخصيات مثل ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز وكامالا هاريس، تعزيز حضورهم عبر اللغة الشبابية والمحتوى الرقمي الرائج.
ويرى خبراء أن على الجمهوريين – إذا أرادوا منافسة هذا الزخم – الاستثمار في ثلاث جبهات أساسية:البودكاست الرئاسي لتقديم حوارات طويلة وصادقة بعيداً عن تصفية الإعلام التقليدي، الحرم الجامعي باعتباره مركز التفاعل السياسي للشباب، حيث يمكن للخطابات المباشرة أن تترك أثراً مضاعفاً، المحتوى اليومي على تيك توك من مقاطع خلف الكواليس إلى رسائل سياسية مختصرة، لإبراز الجانب الإنساني للرئاسة وتعزيز المصداقية.
فالجيل Z، رغم ميوله المتنوعة، لا يشكّل “قضية خاسرة” للجمهوريين، بل فرصة تتطلب عملاً منظماً وحضوراً دائماً. ومع انضمام البيت الأبيض إلى تيك توك، تبقى الخطوة الأهم في ما سيأتي بعدها: هل يتحوّل التواصل الرقمي من مجرّد مبادرة رمزية إلى استراتيجية متكاملة لكسب الناخبين الشباب؟














