الإثنين, ديسمبر 8, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةسياسةالشمل العربي والإسلامي يلتئم.. ولا عواصم "عازلة" أمام المشروع "الإسرائيلي"

الشمل العربي والإسلامي يلتئم.. ولا عواصم “عازلة” أمام المشروع “الإسرائيلي”

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

تحت مجهر المتابعة الدقيقة يلتئم الشمل العربي والإسلامي الذي تحتضنه قطر في حمأة الإنفلات العدواني الإسرائيلي الذي طالت نيرانه عاصمتها الدوحة.

هذا الحشد الذي يستمر يومين بدأ باجتماع تحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية اليوم اذ أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كلمته الافتتاحية ان الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة لا يمكن توصيفه إلا كإرهاب دولة وان الاستهداف لم يكن على موقع بل على مبدأ الوساطة بحد ذاته وهو لن يؤدي إلا لإجهاض مسار التفاوض كما أعاد التذكير بأن قطر لن تسكت وتتهاون أمام هذا الاعتداء البربري.

ويتوّج الحشد غداً بقمة على مستوى القادة الذين سينظرون في مشروع قرار بشأن العدوان على قطر. مضمون المشروع لم يُفرج عن تفاصيله لكن كل الآمال معلقة على قرارات بحكم التحديات تخرج بها القمة الطارئة التي تلتئم في ظرف إقليمي ودولي شديد الحساسية. فقمة الدوحة لا يجوز أن تكون كسابقاتها من القمم التقليدية ولا سيما أن الإستهداف الإسرائيلي الذي يحظى بغطاء غربي واسع لم يعد موجهاً إلى دولة بعينها وإنما إلى المنظومة العربية والإسلامية بأكملها.
ولأن الأمر على هذه الدرجة من الخطورة فإن القمة المرتقبة يجب أن تنتقل من لغة البيانات والإدانات إلى لغة القرارات والخطوات الفاعلة في مواجهة العدوانية الإسرائيلية التي تستبيح كل الخطوط الحمر وتهدد أمن كل المنطقة بما فيها الخليج.
الدوحة – إذاً – على موعد مع لحظة الحقيقة والقمة الطارئة التي تحتضنها ليست مجرد ملتقىً بروتوكولي بل إمتحانٌ مصيري.

في مواجهة الإستنفار العربي والإسلامي حطَّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تل أبيب مؤكداً أن الهجوم على قطر لن يغير الدعم الأميركي لإسرائيل. وبحسب وزارة الخارجية الأميركية فإن روبيو سيؤكد في تل أبيب الأهداف المشتركة وفي مقدمها ضمان عدم عودة حماس إلى حكم غزة أبداً وإعادة الأسرى.

وفي مشهد استفزازي اقتحم رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو برفقة روبيو منطقة حائط البُراق داخل المسجد الاقصى المبارك وأديا طقوسا تلمودية على نية دوام الانتصار لاسرائيل. وحماس تلقَّى قادتُها المقيمون في قطر تهديدات جديدة من نتنياهو الذي قال إن القضاء عليهم سيزيل العقبة الرئيسية أمام إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء الحرب. لكن الرد على نتنياهو جاءه من بيت أبيه إذ قال رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك إن من يهاجم المفاوضين في عاصمة الوساطة إنما يعرّض الأسرى للخطر فيما صرح زميله إيهود أولمرت بأن الحكومة والجيش الإسرائيلييْن (2) أعطيا أوامر لقتل الفلسطينيين من دون تمييز وهذه ليست سياسة.

قبل استكشاف ما يمكن أن يصدر غدًا عن القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، فإن الأجواء المحيطة بالقمة تَشي بتوقع أن تكون من القمم الإستثنائية من حيث القرارات التي يمكن أن تصدر عنها، والتي بحثها الإجتماع المغلق التمهيدي لوزراء الخارجية العرب والذي انعقد عصر اليوم.

ما هي القرارات النوعية التي يمكن أن تتخذها القمة؟ هل تصل مثلًا إلى حد سحب السفراء ووقف التطبيع؟ هل تجمِّد الأتفاقات الإقتصادية الموقعة بين الدولة العبرية وبعض الدول العربية والإسلامية؟ هل تبحث جدوى الإتفاقات العسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية أم تسعى لتطويرها؟ أين تقف الولايات المتحدة الأميركية من هذا “الغضب العربي” إذا صح التعبير؟ هل سيحاول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي وصل إلى تل أبيب اليوم ، أن يمسك العصا من الوسط بين تل ابيب والدوحة؟

سقف القمة عكسه مضون المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي اعتبر أنه لا يمكن توصيف الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة إلا كإرهاب دولة، وأن الهجوم الإسرائيلي ليس اعتداء على موقع بل على مبدأ الوساطة بحد ذاته. لكنه أكد مواصلة الوساطة مع أميركا ومصر لأنهاء حرب غزة.

رسمتِ الدوحةُ في اجتماعها التحضيري ملامحَ بيانِ قمتها الطارئة ومن “هتكِ” سيادتها دقت جرس الإنذار من أن أحداً لن يكون بمنأى عن الخطر الإسرائيلي وإن تُركت إسرائيل لن تقفَ عند حد وهذا هو بيتُ القصيد في كلام رئيسِ وزرائِها أمام وزراءِ الخارجية العرب والمسلمين حين دعاهم إلى اتخاذ إجراءاتٍ ملموسةٍ ضد إرهاب الدولة الذي تمارسُهُ إسرائيل والذي يهددُ الأمنَ الإقليميَّ ويقوضُ فرص السلام ولكن على من تقرأ قطر مزاميرَها؟ في وقت دخلت فيه حربُ الإبادة والتجويع والتهجير على غزة عامها الثاني ولم تجرؤِ الأنظمة العربية والإسلامية على كسر الحصار عن القطاع فهل عندما يصلُ “الموس” إلى رِقابهم سيتحركون؟ وهل ستكون قمة الدوحة استثنائيةً أيضاً في قراراتها ؟ وتتخذ إجراءاتٍ عملانية كل التمنيات وعلامات الاستفهام سقطت بضربة مسودة البيان القاضية التي حصلت عليها الجديد وتبين أنها استنساخٌ معجل مكرر لقاموس الإدانة والتعاون والتضامن والتأكيد والقلق والشجب والعرض والطلب ورمي العجز على مجتمع دولي أثبت عجزه في محاسبة إسرائيل اليوم الدوحة بعد غزةَ وبيروتَ ودمشقَ وصنعاء وغداً قد تنضم عاصمة أخرى إلى اللائحة لأن إسرائيل ومن البريد القطري العاجل بعثت لكل دول المنطقة رسالةً مفتوحة من أن لا خطوط حمراً لديها وقالتها علانيةً أن لا عواصم “عازلة” أمام مشروعِها التوسعي وأوهامِها الكبرى من أمام حائط المبكى في القدس المحتلة جاء الرد العاجل على قمة الدوحة بعربها ومسلميها وهناك وقف وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو مرتدياً القلنسوة اليهودية مؤدياً طقوس الانتماء إلى الأصول الصهيونية ومشهد الثنائي نتنياهو روبيو جنباً إلى جنب كان كفيلاً برسم خطوط الزيارة العريضة وضرب مقررات قمة الدوحة عرض “حائط المبكى” وعليه وقّع روبيو خطة تهجير الغزيين و إعطاء نتنياهو صك براءة عما يقترفه في القطاع من جرائمَ للقضاء على حماس كذريعةٍ مطاطة لإنهاء الحرب وليس غريباً بالتزامن مع الزيارة أن يشهد اليوم أعنف الغاراتِ على أبراجِ غزة وعشرات مراكز الإيواء لتهجير السكان من قلب المدينة وحشرِهم في الجنوب روبيو حمل رسالة واضحة لتل أبيب من أن كل ما تفعله الحكومة الإسرائيلية لن يغير طبيعة العلاقة القوية والراسخة معها ونتنياهو أدمن الحروب على نصر مطلق في الخيال وبينهما نشرت وول ستريت جورنال أن إسرائيل تكَسبُ الحربَ لكنها تخسرُ العالمَ وحربُها على غزة أضعفتِ التعاطفَ العالمي معها وعرّضتها لأن تصبح منبوذة وهذه شهادةٌ للتاريخ.

لا شك أنَّ الحشدَ في قطر غداً سيكونُ مهيبا، قادةٌ ورؤساءُ وامراءُ وملوكٌ من العالمينِ العربي والاسلامي ستجمعُهم آخرُ مصيبةٍ حلت بهم ، حلت باحدى عواصمِهم عندما استهدفت طائراتُ العدوِ الصهيوني الدوحةَ محدثةً دوياِ قوياً سُمع في كلِ انحاءِ العاصمةِ القطرية وحولَ العالم ، ومثيرةً عاصفةً من ردودِ الفعلِ الشاجبةِ يُخيلُ لمن سمعَها أو شاهدَها أنَّ العربَ والمسلمين سيهبُّون كرجلٍ واحدٍ تلبيةً لنداء واقطراه وادوحتاه. انتهت فترةُ التصريحاتِ والبياناتِ والكلام ، فغداً يخضع المجتمعون للامتحان ، وفي النتيجةِ ستُكرمُ الامةُ كلُها أو تواصلُ عيشَها في الهوان. فلا يتوقعنَ أحدٌ أن تبدأً جيوشُ الامةِ زحفَها غداً نحوَ فلسطينَ المحتلةِ للاخذٍ بالثأر ، أو أن تُقلعَ اسرابُ الطائراتٍ الحربيةِ لتضربَ مراكزَ حيويةً في كيانِ الاحتلال، لكن على الاقل اسحبوا السفراء، واوقفوا الاتصالاتِ مع العدو من تحتٍ الطاولةِ ومن فوقِها، اوقفوا تزويدَ الكيانِ بكل ما يصله منكم وعبركم من شريان حياة ، استخدموا ولو لمرةٍ ثانيةٍ في التاريخٍ سلاحَ النفطِ والاقتصادِ للضغطِ على العدو وأربابِه. -اِنَ الل لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسٍهم-. فلا شك أن غزة ستفرحُ لايِ قرارٍ يُعيدُ هيبتَكم ، حتى وان تركتموها بين انيابِ ذئبٍ يستفردُ بفرائسِه من عواصمَ ودولٍ واحدةً تلوـ الاخرى. غزة التي يحشدُ نتانياهو لاحتلالها عشراتِ آلافِ الجنودِ بعدما فشلَ في اركاعِ مقاومتِها التي تأبى الدخولَ في عصرِ اسرائيلَ الكبرى وولاتِها في الاقطارِ والامصار. فمشروعَ اسرائيلَ الكبرى هذا واجهتهُ المقاومةُ في لبنان منذُ انطلاقتِها ، وأسقطت وجوهَ العمالةِ والخيانة، عمالةٌ وخيانةٌ لا تسقطُ بالتقادم ، ولا تستطيعُ البياناتُ بعباراتِها المنمقةِ أن تخلعَ عن أيٍ أحدٍ لبوسَ الذلةِ الذي ارتضاهُ لنفسه ، واِن طالت السنوات.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img