| مرسال الترس |
تردد في الأيام القليلة الماضية أن الإدارة الأميركية، بما فيها مجلسي الكونغرس، قد أقرّت صرف قرابة نصف مليار دولار من أجل حملة إعلامية عالمية، لمعاكسة ما يقال إنها حرب إبادة وتجويع في قطاع غزة ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي التي بدأت حملت عسكرية جديدة على مدينة غزة تحديداً من أجل “تركيع” حركة “حماس” واستسلامها، على حد تعبير كبار المسؤولين في كيان الاحتلال الإسرائيلي.
هذا الإجراء ذكّر الرأي العام العالمي، الذي يسير وفق البروباغندا الاسرائيلية، بما اتخذته تلك الإدارة الأميركية من قرار قبل عقدين من الزمن، برصد مبلغ نصف مليار دولار دعماً للإعلام العالمي، والمحلي في لبنان، من أجل تشويه صورة “حزب الله” اللبناني الذي بات يشكّل “إزعاجاً” للاحتلال الإسرائيلي بعد إجباره على الإنسحاب من الجنوب في العام 2000!
فالإدارة الأميركية، لها ملء الحرية في إتخاذ ما تراه مناسباً من قرارات، ولكن ما ليس مناسباً هو توجيه الاتهامات للآخرين بخرق القوانين الدولية:
* هي ترسل طائراتها لقصف كل ما يختص بالمفاعلات النووية في إيران لأنها قد تهدّد كيان الاحتلال الاسرائيلي، ولا يحق لإيران أن تدعم أي تنظيم قد يشكل مقاومة ضد الاحتلال.
* هي ترصد مئات ملايين الدولارات من أجل أي هدف تراه مناسباً، ولا يحق للشعوب التي هدمت مدنها وقراها، أن تستقدم أي دعم مالي لإعادة الإعمار. قطاع غزة وجنوب لبنان مثال قريب.
* توجّه الاتهامات لأي نظام في العالم بأنه ينتهك الديمقراطية في بلاده، وهي مارست في سجن غوانتانامو في كوبا وفي سجن أبو غريب في العراق أبشع أنواع التعذيب ضد السجناء الذين قبعوا في تلك السجون لسنوات وسنوات من دون أي محاكمة في معظم الأحيان، أو في محاكمات صُوَرية لا تعتمد فيها أي إجراءات قانونية.
في المفهوم الديني يقال “ما في شجرة بتوصل عند ربها”، وفي المبدأ الجيوسياسي قناعة بأن أي امبراطورية عندما تكبر وتزيد من غطرستها تبدأ بالسقوط.
بالأمس القريب قرّر الرئيس الأميركي السابع والأربعين دونالد ترامب إعادة تسمية وزارة الدفاع باسمها السابق “وزارة الحرب”، وربما في معنى آخر، إبادة ملايين البشر بمن فيهم بالطبع جنود أميركيون. فمتى ستبدأ الولايات الخمسين بالتفكّك؟














