يستعد وزير الصحة الأميركي، روبرت كينيدي، لإصدار تقرير مثير للجدل يربط بين استخدام عقار “تايلينول” (الباراسيتامول) أثناء الحمل وزيادة احتمالية إصابة الأطفال بالتوحد. التقرير، الذي سيكشف قريبًا، يتبنى نتائج دراسات جديدة تشير إلى احتمال وجود علاقة بين هذا العقار الشائع والزيادة المضطردة في تشخيص حالات التوحد، وهو ما أثار ردود فعل قوية في الأسواق المالية.
على إثر الإعلان الأولي عن التقرير، شهدت أسهم شركة كينفيو المالكة لعلامة تايلينول تراجعًا حادًا بنسبة 16% في التداولات، قبل أن يستقر الانخفاض عند حوالي 10%.
فعلى الرغم من أن بعض الدراسات تشير إلى وجود ارتباط محتمل بين استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل وزيادة مخاطر التوحد، إلا أن أبحاثًا أوسع لم تجد بعد علاقة سببية واضحة. من جهتها، أكدت مؤسسات طبية بارزة أن استخدام الباراسيتامول بجرعات معتدلة خلال الحمل يُعد آمنًا في الغالب، مشيرة إلى أهمية السيطرة على الألم والحمى لضمان صحة الأم والجنين.
دافعت ركة كينفيو عن سلامة منتجها، قائلة إن المحاكم الأميركية قد رفضت دعاوى سابقة ضدها بسبب عدم وجود أدلة علمية قوية تدعم هذه الادعاءات. وأكدت الشركة أنها تلتزم بأعلى معايير السلامة وفقًا للإرشادات الطبية.
ومع تزايد النقاشات، يُتوقع أن يثير التقرير سجالات حامية بين الأطباء وصانعي القرار، خاصةً مع تأكيد كينيدي على ضرورة اتباع إرشادات الاستخدام لتجنب أي مخاطر صحية. لكن التقرير لم يقتصر على الجانب العلمي فقط، بل امتد إلى الأبعاد السياسية، حيث أطلع كينيدي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على نتائج الدراسات، معبرًا عن قلقه المشترك من الزيادة المطردة في معدلات التوحد.
الجدير بالذكر أن النقاش حول أسباب التوحد يشهد تناقضًا، حيث يزعم مناصرو حركة مكافحة اللقاحات، بمن فيهم كينيدي، أن اللقاحات تلعب دورًا محوريًا في الزيادة الأخيرة في حالات التوحد، استنادًا إلى دراسة قديمة سحبت في عام 1998. في المقابل، تشير الأدلة العلمية الحديثة إلى أن الفحص المبكر وتحسين التشخيص وتوسيع الوعي من العوامل الرئيسية في زيادة تشخيص هذه الحالة.














