بعد غياب دام ثماني سنوات، يعود الممثل الأسطوري دانيال داي-لويس إلى الشاشة الكبيرة من خلال فيلم “أنيمون”، في تعاون عائلي خاص يجمعه بابنه المخرج والكاتب رونان داي-لويس. الإعلان الترويجي الأول للفيلم، الذي صدر مؤخراً، كشف عن لمحة درامية حميمة، تدور في أواخر ثمانينات القرن الماضي، وتتناول مواجهة مشحونة بين شقيقين، يؤدي دوريهما دانيال داي-لويس وشون بين.
تأتي هذه العودة كمفاجأة كبيرة لعالم السينما، بعدما كان داي-لويس قد أعلن اعتزاله التمثيل عام 2017، عقب تصويره فيلم “الخيط الوهمي”، وصرّح حينها بأنه لن يعود إلى التمثيل. لكن يبدو أن مشروع ابنه الأول في الإخراج كان سبباً كافياً ليتراجع عن قراره، ويخوض تجربة فنية جديدة تتسم بطابع شخصي وعاطفي. الفيلم من إنتاج شركات بارزة مثل “Focus Features” و”Plan B” التابعة لبراد بيت، وقد وُصف النص بأنه “استثنائي”، فيما أثنى المسؤولون على الرؤية الإخراجية لرونان وعلى موهبة والده الفريدة.
في الإعلان الترويجي، يظهر داي-لويس في دور ناسك يعيش في عزلة وسط غابة، فيما يظهر شقيقه في حالة انغلاق مماثلة، قبل أن يجمعهما ماضٍ ثقيل بجراح غير مندملة. الصحافة السينمائية لم تتأخر في التعبير عن حماستها، ووصفت مجلة “إمباير” أداء داي-لويس بأنه لا يزال مبهراً، مشيدةً بلقطات بصريّة قوية وأداء مفعم بالغضب والانفعال، في مشاهد قالت إنها “ستبقى عالقة في الأذهان”.
على وسائل التواصل، أثارت العودة ضجة واسعة، وتفاعل الجمهور مع الحدث واعتبر كثيرون أن ظهور داي-لويس من جديد “درس في التمثيل”، بينما رأى آخرون أن هذا التعاون العائلي يعيد الأمل في مشاريع أكثر إنسانية في هوليوود. من المنتظر أن يُعرض “أنيمون” للمرة الأولى ضمن مهرجان نيويورك السينمائي هذا الخريف، قبل أن يُطرح في صالات السينما ابتداءً من 3 تشرين الأول بعرض محدود، يتوسّع لاحقاً إلى نطاق أوسع. عودة داي-لويس ليست مجرد رجوع إلى التمثيل، بل تُعدّ لحظة ثقافية فارقة في مسيرة نجم اعتزل وهو في قمة مجده، ليعود اليوم في تجربة تحمل طابعاً شخصياً وإنسانياً فريداً.














