| زياد أ. يمّين |
لقد حسم الرئيس ترامب أمره وقَبِل بمطالب موسكو في أوكرانيا في ما تعلق بحقوق الناطقين بالروسية فيها دينياً وثقافياً، وبالقضاء على النازية الجديدة، وتفكيك كل قواعد الناتو العسكرية والاستخبارية المتواجدة هناك. والأهم قبوله بضرورة حياد أوكرانيا العسكري والسياسي، وعدم توسع حلف “الناتو” شرقاً بعد الآن، وهو قبول يأتي في خضم البحث عن منظومة أمنية أوروبية – عالمية تعيد إحياء معاهدات الأمن العالمي النووي بما يضمن إبعاد شبح مواجهة نووية تقضي على البشرية بكاملها، إضافة إلى احتمال بناء علاقات روسية – أميركية جديدة حول القطب الشمالي يستفيد منها الطرفان في كافة المجالات (وأهمها الاستثمارية – التجارية والطاقوية)، وهذا يدل على بدء حسم روسيا الحرب في أوكرانيا لصالحها نهائياً بعد الإنتصار على الخصم الأكبر أي واشنطن. أما أوروبا فهي عاجزة عن مواصلة دعم كييف عسكرياً ومالياً من دون التدخل المباشر من الأميركيين، وتالياً فهي أضعف من أن تؤمن الضمانات الأمنية – السياسية التي يُحكى عنها لكييف، بسبب ضعف جيوشها عديداً عتاداً ولوجستياً ( أميركا هي القوة المهيمنة في الناتو)، إضافة إلى انقسامها السياسي بين دول ترغب بمواصلة الحرب كبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وأخرى تريد إيقافها كالمجر وسلوفاكيا وكرواتيا وإيطاليا التي ترفض علناً إرسال جنودها إلى هناك مهما كانت مهمتهم! وبما أن قراراتها لا تتخذ إلا بالإجماع Unanimity، فإن مسألة إرسال قوات برية إلى أوكرانيا للقتال ضد الروس، أو كترجمة لضمانات ما، ستسقط عند التصويت عليها، أي أن أوروبا بدورها ستقتنع بالهزيمة أمام روسيا في أوكرانيا ولوبعد حين.
أما زلنسكي، فيبدو بأنه لن يتراجع بسبب خوفه من النازيين الجدد، ومن الدولة العميقة المتحكمة حالياً بكييف، والتي تريد مواصلة القتال حتى آخر جندي أوكراني، وحينها ستضطر موسكو إلى تحرير المقاطعات الـ4 التي ضمتها دستورياً واستكمال بناء المنطقة العازلة شمالاً من سومي إلى خاركوف، والرفع من وتيرة هجومها جنوباً في زابوريتزيا لتحريرها هي وخرسون، وبعدها التمدد نحو موانىء نكولايف العسكرية الضخمة، وربما مقاطعة أوديسا، لجعل شمال البحر الأسود تحت السيطرة الروسية المطلقة .
وهنا وبعد خسارة أوكرانيا لقوات النخبة من ألوية “أزوف” و”ماجورا”، ستصبح الطريق نحو الغرب باتجاه كييف العاصمة سالكة أمام تقدم الروس السهل، وهنا لا أحد يعرف ماذا ستقرر أن تفعل موسكو إلا الله، ولكن التطورات بعد قمة ترامب – بوتين، والميدان، تشي بأن روسيا هي التي تكتب آخر فصول حرب أوكرانيا.
للانضمام إلى مجموعة “الجريدة” إضغط على الرابط














