الثلاثاء, ديسمبر 9, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSlider"الثنائي" يتخلّى عن "الصبر الاستراتيجي".. ومواجهة "متدحرجة" في الداخل؟

“الثنائي” يتخلّى عن “الصبر الاستراتيجي”.. ومواجهة “متدحرجة” في الداخل؟

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| خلود شحادة |

في خطاب وُصف بأنه الأعلى سقفاً والأجرأ منذ تولّيه الأمانة العامة في “حزب الله”، وجّه الشيخ نعيم قاسم رسالة واضحة وصارمة، برفض أي قرار حكومي يقضي بسحب سلاح المقاومة، معتبراً أن هذا السلاح خط أحمر لا يُمسّ، ومهدداً بأن أي محاولة من هذا النوع قد تفتح الباب أمام حرب داخلية، إلى جانب الاستعداد الدائم لمواجهة “إسرائيل”، وعدم إطالة سياسة الصمت الاستراتيجي مقابل الخرق الصهيوني اليومي للاتفاق المزعوم.

أعلنها بوضوح، أي محاولة من الحكومة لسحب السلاح ستُواجَه بتصعيد تدريجي قد يصل إلى الشارع، محذراً من أن خطوة كهذه قد تفجّر الوضع الداخلي، ومؤكداً جهوزية الحزب وحركة “أمل” لكل الاحتمالات، بما فيها الحرب مع “إسرائيل”.

على الصعيد الداخلي:

أمنياً، وضع قاسم معادلة واضحة: المسّ بالسلاح يعني مواجهة داخلية، إلا أنها لن تكون بضربة واحدة بل عبر خطوات متدرجة، ما يعكس استراتيجية تصعيدية مدروسة لإبقاء الضغط السياسي والأمني على خصوم “الثنائي الشيعي”.

تهديد قاسم واضح، أن الدولة لن تكون بمواجهة “حزب الله” فقط، بل إنها ستواجه البيئة الشيعية والبيئة الحاضنة للمقاومة بأكملها.

سياسياً، يفتح الخطاب الباب أمام ثلاثة سيناريوهات محتملة:

١- مقاطعة الوزراء الشيعة الجلسات الحكومية، بمن فيهم الوزير فادي مكي، ما يفقد الحكومة ميثاقيتها الطائفية ويعطّل قراراتها.

٢- الاستقالة الشاملة للوزراء الشيعة من الحكومة، وهو خيار غير مطروح حالياً بحسب مواقف الرئيس نبيه بري وقاسم نفسه، لما ستشكّله الاستقالة من جسر عبور لتنفيذ قرارات الحكومة بعد تعيين وزراء جدد.

٣- إقالة الوزراء الشيعة وتعيين بدلاء عنهم غير تابعين لـ”الثنائي”، وهي خطوة شبه مستحيلة، إذ تعني الضغط على زر القنبلة الداخلية أو “دعسة” أخبرة في حقل ألغام الحرب الأهلية.

على الصعيد الاقليمي:

حمل الخطاب رسائل مباشرة إلى العدو الصهيوني، حيث شدد قاسم برسائله الواضحة والصريحة أن “حزب الله” ما زال قادراً على المواجهة، ولا يظنّن أحد أنه سيقبل الهزيمة.

الرسالة الأساسية هنا أن سلاح “حزب الله” ليس قضية لبنانية فقط، بل جزء من منظومة الردع الإقليمية في وجه “إسرائيل”، وهو ما تلقّاه الشيخ قاسم بلقائه الأخير مع لاريجاني.

بهذا الخطاب، وضع “حزب الله” عبر أمينه العام قواعد اشتباك جديدة في الداخل، عنوانها أن أي مسّ بسلاح المقاومة، سيُترجم فوراً بخلط أوراق المشهدين اللبناني والإقليمي، ما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على كل الاحتمالات، من أزمة سياسية حادة إلى مواجهة عسكرية واسعة!

*للانضمام إلى مجموعة “الجريدة” إضغط على الرابط*

https://chat.whatsapp.com/D1AbBGEjtWlGzpr4weF4y2?mode=ac_t

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img