السبت, ديسمبر 6, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSlider"الزئير المستورد.. والنهيق البلدي"!

“الزئير المستورد.. والنهيق البلدي”!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| زينة أرزوني |

من يُراقب تصرفات “الكلاب” هذه الأيام، سيُدرك دون عناء كبير أن أياد خفية عبثت بهم، وأن هناك خللاً ما في البرمجة الأساسية حصلت.

هذه الكائنات، التي خُلقت في الأصل لحماية القطيع، باتت اليوم ترشده للذئاب، وتُسلّمه بأنيابه، بل وترتّب لهم المواعيد في الليالي المقمرة!

من الكلاب التي خانت وفاءها، إلى الحمير التي ارتدت جلد الأسود، يبدو أن الغابة السياسية قد قررت قلب قواعد الطبيعة رأساً على عقب. كل شيء في هذه المرحلة بات يُدار بعقلية “الخداع الذكي”، أو لِنَقُل “الغش البليد” في أحسن الأحوال.

تُعيدنا هذه المشاهد المؤلمة إلى قصة تُروى عن غابة بعيدة… غابةٍ تعجّ بالدهاء والخيانة المقنّعة.

في تلك الغابة، وبينما كانت الأسود تجوب البراري بحثاً عن فريسة دسمة تُرضي غرورها وتُريح أظافرها، صادفت حماراً شارداً، يُجسّد البساطة والغفلة في آن. توقّعت الوحوش أن تلتهمه سريعاً، لكنه بدلاً من أن يُصبح عشاء، أصبح مشروعاً سياسياً!

لماذا نأكله… ونحن قادرون على استخدامه؟

قالت إحدى اللبؤات بدهاء وهي تضع يدها على رأس الحمار، وتمنحه “كوتا” من الزئير الاصطناعي، ومخالب من البلاستيك. وبالسرعة التي تُطبخ بها المؤامرات في المنطقة، تحوّل الحمار إلى “زعيم بدعم خارجي”، يحمل مباركة الأسود، ويتكئ على تأييدٍ مخيف من قطيع نمور صامتة، لا تحرّك ساكنًا، لكنها تُراقب المشهد بنظرة ساخرة.

أُعيد الحمار إلى قومه، وها هو الآن ينهق بالأوامر، ويُلقي الخُطب على المنابر، ويُقرّر مصير القطيع نيابة عنهم… وما أكثر من صدّقه!

قالوا: “طالما الأسود اختارته، فهو أسد ولو نَهَق”، وقال آخرون: “لا يهم إن كان منّا، الأهم أن يُرضي من فوقنا”.

أما الحمير التي فكّرت بالتمرد، أو حتى سُئلت عن رأيها في “الزعيم المُحنّك”، فقد أُرسلت كـ”هدايا رمزية” إلى الأسود، التي بدورها قررت التهامها على مهل، مع رشّة من التوابل الدبلوماسية، وتبرير “الحفاظ على أمن الغابة”.

وهكذا، ارتاحت الأسود من عناء الصيد، واكتفت بأن تحكم الغابة من خلال “حمار موثوق”، يُنفّذ، ويبطش، ويزأر عند الطلب.

لقد صار الولاء للخارج عملة صعبة يتسابق عليها الزعماء، بينما تُقدَّم الشعوب فريسة جاهزة في حفلات الولاء السياسي.

تحوّل بعض الحكّام إلى أدوات تنفيذ، بلا سيادة حقيقية، ولا قرار داخلي. والوفاء… صار تهمة. والمقاومة… شغب. والكرامة… تهديد للأمن القومي!

للانضمام إلى مجموعة “الجريدة” إضغط على الراابط

https://chat.whatsapp.com/D1AbBGEjtWlGzpr4weF4y2?mode=ac_t

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img