| حيدر خليل |
في خطوة وُصفت بأنها “مثيرة للجدل”، وافق مجلس الوزراء على أهداف الورقة التي تقدم بها الجانب الأميركي “لتعزيز وقف إطلاق النار” بين لبنان والعدو الإسرائيلي، وذلك في جلسة انسحب منها الثنائي الشيعي “حزب الله” وحركة “أمل” والوزير الشيعي الخامس، ما فتح الباب واسعًا أمام تساؤلات حول شرعية القرار وواقعية تنفيذه.
قرار نافذ.. ولكن؟
نظرياً، سلك القرار مساره القانوني: انعقاد الحكومة بنصابها، والتصويت عليه بالأكثرية، ولو انسحب الوزراء الشيعة. إلا أن الأهم في السياق اللبناني، هو الميثاقية السياسية والأعراف التي غالبًا ما تكون أقوى من النصوص. فقرار بهذا الحجم، يتصل مباشرةً بمسائل حسّاسة مثل السلاح، الحدود، ودور مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، لا يمكن أن يُتخذ دون مشاركة أو تغطية أحد أبرز المكونات السياسية والطائفية في البلاد، خصوصاً أن مقدمة الدستور نصّ جوهري يقول: “لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك”.
الثنائي الشيعي تعرض لخديعة؟
إنسحاب “حزب الله” وحركة “أمل” والوزير الشيعي الخامس من الجلسة، لم يكن تفصيلًا تقنيًا، بل رسالة سياسية واضحة، تعبّر عن رفض صريح، وربما تصعيد لاحق. وتشير معلومات إلى أن طرفي “الثنائي” يعتبران ما جرى تجاوزًا للخطوط الحمر ومحاولة لفرض وقائع سياسية جديدة تحت عنوان “الشرعية الدولية”، فيما أن المطلوب هو حوار داخلي لا إملاءات خارجية.
لكن، لماذا حضر وزراء “الثنائي” في هذه الجلسة، مع علمهم المسبق بأن النقاش سيستكمل والحكومة ستتخذ القرار؟ وهل تعرض “الثنائي” لخديعة، ووقع في فخ “جلسة الإملاءات”؟
تنفيذ معقّد ومواجهة محتملة
القرار بحد ذاته قد يكون نافذًا من حيث الشكل، لكن ترجمته على الأرض تبقى شبه مستحيلة في ظلّ رفض المقاومة تسليم أوراق القوة التي يملكها لبنان، والبيانات التي صدرت عن الثنائي تؤشر إلى أن الأمور ذاهبة نحو مواجهة بأشكال مختلفة.
وتعيد جلسة 7 آب إلى الأذهان، مشهد جلسة 5 ايار الشهيرة في 2008، وكذلك ما حصل باتخاذ قرارات مصيرية في غياب أحد المكونات الأساسية في العامين 2005 و2006، بعد استقالة وزراء الطائفة الشيعية، وهو ما يطرح أسئلة حول “اليوم التالي” بعد قراري 5 و7 آب: هل يمكن لحكومة أن تحكم لبنان فعليًا من دون توافق وطني جامع؟ وهل تؤدي الورقة الأميركية إلى الإطاحة بالحكومة الأولى للعهد؟ ثم، هل أطلق العهد رصاصة على قدميه في سنته الأولى؟
الأكيد أن ما بعد 7 آب ليس كما قبله.. لكن استشراف التطورات ما يزال مبكراً، وإن كانت المؤشرات غير مطمئنة اليوم.














