الأربعاء, ديسمبر 10, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderزياد.. كبيرة ها المزحة!

زياد.. كبيرة ها المزحة!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| سوسن صفا |

نسرق لحظة من زمن بات مظلماً.. نعبّر عن حزن وسع المدى.. نخرج قليلاً عن السياق، فنحن أيضاً نتأثر.. نتألم… وعلى طريقة زياد قد يكون الحزن.. “سهلاً ممتنعاً”.. أو حتى مؤجلاً…

نكتب عن “نهاية”، وننمّق الكلمة، ونرتب الحروف، ونجد اللحن الحزين، لأن في كل نهاية وجع.. وننجح في إضافة بعض من روح على النص، فتلك مهمة قد تبدو معقدة…

كيف لنا أن نكتب عن عتمتنا، عتمتنا التي اكتملت…

كأن زياد برحيله اليوم أطفأ الضوء، وأخذ معه فسحة أمل لم يستطع أن يتمسك بها.. ليستمر…

فصّل لنا الوطن الذي نحب، وبقماشة وطنية “سادة”، “طرّزه” بخيط الكرامة والشعب العنيد، وألبسنا ثوب سيادة بلحن “يا زمان الطائفية” لفيلم أميركي طويل..

“شو ها الأيام اللي وصلنالها” يا زياد؟

عتمة وطريق. وبابك تسكّر.. مع مين بدنا نكفّي؟

وهدير البوسطة أصبح ضجيجه عالياً. والطيارة لم تعد من ورق!

الله كبير يا زياد… والأرض لنا..

إيه.. في أمل…

ولحظات تيخفف زعل..

كم “بكرا” يا زياد بعد بدو يمرق حتى نعرف “بالنسبة لبكرا شو”؟

“رح يضل بكرا متل ما منعرفو”؟

قلتلنا أنه كل ما الحكي بيروح بتصير مبحوح ويمكن كان لازم تبوح، قبل ما تتركنا وتروح..

بعد ما ضيعنا أحلام.. وضيّعنا أيام، ومن بعد هالعمر.. كبيري هالمزحة هي.. حتى لو سمحتلنا ننسى الخبز، الأسامي، الأيام..

رح يضل اسمك.. يذكرنا بلبنان…

اليوم – رحل من كانت كلماته مرايا الناس، وسخريته نبض الشارع، وموسيقاه بوح البلاد المتعبة.

اليوم خسرت بيروت من كان يسكنها… ويُقلقها ويكتبها كما يشاء.

زياد لم يكن ابن فيروز وعاصي فقط..

كان ابن هذا البلد الذي لم يُشفَ من جراحه..

من دون زياد.. فقدنا جميعاً من كان يعرف كيف يترجم وجعنا إلى موسيقى..

تحية لروحك زياد…

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img