عودة “الملك” إلى عرش الرومانسية

|حسن شرف الدين |

بكلماتٍ وألحانٍ أعادتنا إلى أجمل محطات الرومانسية المفرطة، عاد الفنان اللبناني وائل كفوري إلى مكانه الطبيعي على عرش الفن اللبناني، بعد أعوام من التخبّط وعدم التوفيق، ومرحلة من “الشبابيّة” المفرطة التي طغت على بعض أعماله الأخيرة.

ففي ألبوم “وائل 2025″، الذي أصدر منه حتى الآن خمس أغانٍ، شكّلت أغنية “بدي غيّر فيكي العالم” نقطة تحوّل وعودة قوية أثارت حماس الجمهور، وهي من كلمات إميل فهد وألحان جهاد حدشيتي.

أما المفاجأة الكبرى، والتي شكّلت ما يشبه “الصدمة الكهربائية الإيجابية”، فكانت في أغنية “تك تك قلبي”، من كلمات منير بو عساف وألحان بلال الزين، حيث أعادت الجمهور إلى تجربة وائل الناجحة في أغنية “البنت القوية”، بروحها الشعبية والإيقاعية، ولكن مع نضج فنيّ واضح في التقديم والصوت.

ألبوم “وائل 2025” لم يقتصر على هاتين الأغنيتين، بل ضم أيضًا “انتي بعيوني”، و**”لو تعرفي”، إلى جانب الأغنية اللافتة “بعتذر منك”، التي كتبها بيار حايك، ولحّنها العبقري زياد بطرس،وقدّمت تجربة مختلفة بكل ما للكلمة من معنى، ما منح الأغنية نكهة فريدة هو التوزيع المتقن لألكسندر ميسكيان، والبساطة التي قدّم بها وائل الأغنية، بعيدًا عن أي استعراض أو “فزلكة”، بل بأداء شفاف ومليء بالشجن.

واللافت في هذا الألبوم أنه من إنتاج وائل كفوري نفسه، بالشراكة مع شركة And Beyond، في خطوة تُظهر اهتمامه العميق بالتفاصيل الفنية والإنتاجية، وسعيه لإعادة تشكيل هويته الموسيقية بعيدًا عن ضغط السوق.

في المحصّلة، نجح وائل من خلال هذه العودة في استعادة جزء كبير من سحره الذي لمسناه في ألبوم “الغرام المستحيل” عام 2014.

صحيح أن ألبومه الجديد لم يحقق بعد ذاك النجاح الساحق، لكنه بالتأكيد خطوة ثابتة ومبشّرة، وعودة حقيقية لفنان يعرف جيدًا متى وكيف يطلّ.

وائل.. فعلًا، طَلّ الملك!