| مرسال الترس |
لن ينسى اللبنانيون العبارة الشهيرة التي قالها رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون محذراً فيها اللبنانيين من أن مسار الوضع يذهب بالبلد “إلى جهنم”!
وكان ذلك نتيجة توالي الأزمات وتراكمها، في حين ظهرت مقولات أخرى له ولأركان عهده وأبرزهم الوزير السابق النائب جبران باسيل، كعبارة “ما خلّونا”، من دون تحديد هوية هؤلاء الذين منعوهم من تحقيق إنجازات إذا كانوا من الأفرقاء اللبنانيين أم من الخارج.
وقد لمس اللبنانيون أن المراجع الأقليمية والدولية المعنية بالوضع في لبنان وتركيبته، لم يكونوا متجاوبين مع تطلعات عهد الرئيس ميشال عون الذي تكاد زياراته العربية أو الدولية خلال ست سنوات من عهده تُعد على أصابع اليد، من دون أن يستطيع الحصول على إمكانية التنقيب عن النفط والغاز، وعلى دعم مالي ملموس يساعده على تنفيذ مشاريع إنمائية تخفف الأزمات عن المواطنين.
منذ مطلع هذه السنة وصل إلى قصر بعبدا قائد آخر للجيش كان قد إختاره قائد الجيش السابق الرئيس ميشال عون، وهو العماد جوزاف عون الذي سارع كثيرون إلى إطلاق لقب “عون الثاني” عليه. ولكن الصورة اختلفت منذ اليوم الأول، إذ تبين أن الرئيس الرابع عشر للجمهورية مصمم على فتح الأبواب التي كانت مغلقة في عهد سواه. ولذلك، ورغم الاشهر المعدودة من عمر عهده، فقد سجّل نقلة نوعية في عدد الزيارات الخارجية التي قام بها.
فهل ستتيح الظروف لـ”عون الثاني” أن يقلب الصورة التي تكونت منذ العام 2016، فينتشل لبنان من “جهنم” إلى سماء الاستقرار والازدهار؟
الواضح ، وإن كانت نوايا الرئيس صافية، فإن الحكمة تقضي بالتوجس من بعض المعطيات:
* أن وضع كل البيض في السلة الأميركية لا يطمئن، لأن هناك عبارة شهيرة كان يرددها الرئيس الراحل سليمان فرنجية تقول: “إذا كانت عداوة أميركا مخيفة، فصداقتها مميتة”. وأثبتت الإدارة الأميركية، في أكثر من مفصل، أنها ليست وسيطاً محايداً عندما يكون الكيان الإسرائيلي أحد طرفي الصراع.
* لا يمكن الركون إلى وعود “إسرائيل”، البعيدة كلياً عن نواياها، لا سيما بعدما حصل منذ عملية “طوفان الأقصى” قبل نحو سنتين، ومجاهرة رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة أنه سيغير خرائط الشرق الأوسط، خصوصاً أن أطماعها في لبنان لا حدود لها.
* سوريا تعيش أزمة نظام، وبالتالي فإن التسليم بما تفكر به تجاه لبنان يجب متابعته بدقة متناهية قبل الوصول إلى حل المشاكل العالقة، ولاسيما أزمة النازحين!
يراهن اللبنانيون على ما أكد عليه الرئيس عون من أنه يعمل وفق ضميره ومبادئه، والحكم عليه يجب أن يكون بالنتائج وليس بالكلام!














