الأربعاء, ديسمبر 17, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderحرب استنزاف في غزة.. تمهّد لانتصار "حماس" و"الجهاد"؟

حرب استنزاف في غزة.. تمهّد لانتصار “حماس” و”الجهاد”؟

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| زياد أ. يمّين |

قد يظن البعض أن “إسرائيل” هي قوة إقليمية كبرى، ولكن محددات بسيطة تجعل كثر يعيدون النظر بظنونهم، فهي، وبعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ما زالت متماسكة، فقط بسبب المساعدات الأميركية المالية والتسليحية، ولولا هذا لسقط الحكم الحالي فيها سريعاً. إضافة إلى أن وسائل الإعلام العالمية المؤثرة من مرئية ومسموعة ومكتوبة وشبكات تواصل اجتماعي ما زالت تسرد روايتها عن الحرب، مضللة بذلك شعوب أوروبا والمواطن الأميركي العادي عن سياسة حكوماتهم التي لا تخدم إلا نظاماً عنصرياً ـ إبادياً ارتكب محرقة القرن الـ21 ولا يزال وبأموال دافعي الضرائب الأوروبيين والأميركيين تحديداً.
وها نحن ذا أمام أحداث السويداء في سوريا التي ستشكل انعطافة كبرى لدى المجتمع القاطن في الجزء الغرب – جنوبي منها، أي الجولان والقنيطرة ودرعا، لجهة رفض الإحتلال الإسرائيلي، ما يمكن أن يؤدي إلى تشكيل مقاومة، أقله درزية إن لم تكن سورية، ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهنا ستتكرر أمثولة مقاومة جنوب لبنان في جنوب سوريا، فيبدأ حلم “إسرائيل الكبرى” بالتبخر والإنكسار، خاصة في ظل صراع النفوذ والسطوة في سوريا بين نتنياهو من جهة وأردوغان من جهة أخرى …
أما “حماس”، فبقيت ولم تنهزم كما يدعي أعداؤها، وستبقى تقاتل، حيث نجحت في تعبئة حوالي 8 آلاف عنصر جديد، ووفقاً لأساليب قتالية تأقلمت مع المعركة، تكتيكياً ولوجستياً، لجهة تصنيع أنواع محلية جديدة من السلاح والذخيرة أشد فتكاً من ذي قبل ضد المشاة والأرتال المدرعة والآليات والمسيرات حتى، بحيث أن أعداد القتلى والجرحى والخسائر ترتفع بإطراد منذ معاودة الحرب في 17 آذار الفائت، وهذه الخسائر من المرجح أنها ستصل إلى درجة الاستنزاف القاتل، بسبب بدء الانشغال الفعلي لجيش الاحتلال الإسرائيلي بجبهة سوريا، الذي سيجبرها على تحويل كتائب إلى هناك، ما سيخفف الضغط عن غزة، وحينها ستصبح “حماس” و”الجهاد” في أريحية لوجستية للقيام بالكمائن، ما سيرفع الخسائر أكثر فأكثر إلى حد لا يستطيع معه نتنياهو إخفاء أرقامها الحقيقية التي إن بانت للرأي العام فستدفعه إلى تغيير موقفه جذرياً من الحرب لصالح إنهائها. كما قد تكون الخسارة كاملة فتسقط حكومة نتنياهو مباشرة فيخسر الحرب. أو خسارة جزئية، فسيستمر المجتمع الإسرائيلي بالتآكل والنزيف، بسبب عدم وجود رؤية واستراتيجية واضحة لتحقيق هدف وهمي وغير قابل للتحقق عملياً إلا في رؤوس أصحابه التلمودية والتوراتية، أي “إسرائيل الكبرى “.
ولا يغيبن عن بال أحد أن “حماس” و”الجهاد” ليستا متروكتين لقدريهما، فحوثيي اليمن الذين كبّدوا واشنطن أكبر هزيمة بحرية لها منذ الحرب العالمية الثانية في البحر الأحمر، مستمرون في دكّ “إسرائيل” بصواريخهم الفرط صوتية التي يطورونها باستمرار بدعم تقني ـ فني من خبراء إيرانيين وكوريين شماليين، وربما أيضاً روس، وقد نجحوا في إغلاق ميناء إيلات نهائياً، وهم يعطلون مطار اللد (بن غوريون)، ويلوحون دائما بأنهم سيصعدون بعد أكثر من قصفهم لجعل حياة الاسرائيليين مستحيلة، ودفعهم إلى الهجرة المعاكسة عبر استهداف مراكز الخدمات من مياه وكهرباء ومواصلات واتصالات، ووصولاً إلى ضرب ما أمكن من أصولهم وقواعدهم العسكرية والاستخبارية، في حال استمرار حرب التجويع على قطاع غزة، وهم لن يوقفوا هذا الاستنزاف القاتل قبل رفع الحصار عن القطاع نهائياً.
هي عوامل حاسمة في مسار حرب الإبادة التي أرادها نتنياهو وعصابته لكسر شعب غزة وتهجيره من أرضه، ولكنها انقلبت عليه حرب استنزاف سياسي ـ اجتماعي واستنزاف اعلامي ـ دعائي، ومالي ـ معيشي، والأهم استنزاف عسكري بدأ يظهر في ارتفاع خسائره بالأرواح والمعدات، ويظهر في اتضاح زيف سرديته عن الحرب أمام الرأي العام العالمي الذي خسرته “إسرائيل” كلياً. وفي حروب الاستنزاف يكون النصر دوماً حليف المقاومات في المنازلة أمام أي دولة نشأت طبيعياً مع تطور الجماعة التي كونتها، فكم بالحري في حالة كيان مصطنع وهجين كـ”اسرائيل”؟

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img