الإثنين, ديسمبر 22, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderالمستشفيات اللبنانية تغص بالأطفال: حالات تسمم بعد تناول وجبات من مطعم عالمي...

المستشفيات اللبنانية تغص بالأطفال: حالات تسمم بعد تناول وجبات من مطعم عالمي شهير!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| ناديا الحلاق |

شهد لبنان خلال الأيام الماضية حادثة صحية خطيرة أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط الشعبية والطبية، تمثلت في تسجيل مئات حالات التسمم الغذائي، معظمها لأطفال تناولوا وجبات من أحد مطاعم الوجبات السريعة المعروفة عالمياً، والذي يمتلك سلسلة فروع منتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، ويتميز بعلامته التجارية الشهيرة التي تستقطب شريحة واسعة من الزبائن، لا سيما العائلات والأطفال.

ورغم عدم صدور بيان رسمي يحدد الجهة المعنية، فإن طبيعة المطعم وشهرته وانتشاره الكبير جعلت الرأي العام يدرك سريعاً الجهة التي يلمح إليها دون الحاجة إلى تسميتها مباشرة.

الأعراض التي ظهرت على الأطفال كانت متشابهة بشكل كبير، وشملت قيئاً حاداً ومتكرراً، إسهالاً مستمراً، آلاماً قوية في البطن، ارتخاءً في الجسم، وفي بعض الحالات ارتفاعاً في درجات الحرارة. وقد دفعت خطورة هذه الأعراض عدداً كبيراً من الأهالي إلى التوجه بأطفالهم نحو أقسام الطوارئ، حيث تم إدخال العديد منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج والمراقبة الطبية المستمرة.

أحد الأطباء المناوبين في إحدى مستشفيات بيروت المعروفة، أكد لموقع “الجريدة” أن الحالات التي استقبلوها جميعها لأطفال يعانون من نفس الأعراض، وقد تبيّن من خلال الفحوصات أن السبب يرجّح أن يكون تسمماً غذائيًا ناتجاً عن تناول طعام ملوث من مصدر واحد.

وأضاف الطبيب: “العدد الكبير والتشابه الكبير بين الحالات يؤشر إلى خلل خطير في معايير السلامة الغذائية، بخاصة وأننا نتحدث عن مطعم يفترض أن يكون حائزاً على تراخيص دولية.”

وقد أدلى بعض الأهالي بشهاداتهم، حيث قال أحدهم إن طفليه تناولا وجبة مخصصة للأطفال من أحد الفروع المعروفة في بيروت، وبعد ساعات بدأت الأعراض تظهر بحدة، ما استدعى نقلهما إلى المستشفى بشكل طارئ.

الحادثة، التي ما زالت تتفاعل حتى الآن، فتحت نقاشاً واسعاً حول غياب الرقابة الفعلية على المطاعم، خصوصاً تلك التي تعمل تحت أسماء تجارية عالمية وتحظى بثقة الزبائن.

وطالب عدد كبير من المواطنين والناشطين وزارة الصحة بالتدخل السريع، وفتح تحقيق شفاف وشامل حول الحادثة، لمعرفة الأسباب ومحاسبة المسؤولين عنها، كما دعوا إلى إجراء فحوصات دورية للمطاعم، وعدم التساهل مع أي تقصير في معايير النظافة وسلامة الغذاء.

وتبقى هذه الحادثة تذكيراً مؤلماً بخطورة الإهمال الغذائي، خصوصاً عندما تكون الضحية طفلاً لا يملك مناعة كافية ولا قدرة على التمييز بين الطعام الآمن وغير الآمن. فحتى المطاعم التي تحمل أسماء كبيرة وشعارات جذابة، يمكن أن تتحوّل إلى مصدر تهديد حقيقي إذا ما غابت الرقابة، وتهاونت الإدارات في الالتزام بأبسط قواعد السلامة الصحية. فصحة الأطفال ليست مجالاً للخطأ، ولا يجوز التعامل معها كأمر عابر في بلد يواجه أساساً تحديات صحية واقتصادية صعبة.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img