| رندلى جبور |
تؤكد كل الدراسات الحديثة أنه لا يمكن فصل السياسة عن علم النفس. وهذا ما تنبّه له حتى صانعو التطوير العلمي والتقدم التكنولوجي من “السيليكون فالي” إلى كل مراكز البحث العلمي الغربية.
وإذا انطلقنا من هذا الجانب، يمكننا قراءة ما يحدث في العالم انطلاقاً من الجانب النفسي والشخصي لشخصيتين هما الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
فترامب يُقرأ من ثلاثة صور أساسية:
الصورة الأولى تلك “السيدة الدين” التي حضرت في بداية الولاية الأميركية إلى البيت الأبيض لتصوّر ترامب وكأنه ممثل الله على الأرض، وبالتالي توحي بأنه يملك السلطان الإلهي الكامل ليحقق كل ما يريده على الأرض، ولو بالعبث أو الحروب.
الصورة الثانية هي التي وضعها ترامب نفسه على التواصل الاجتماعي مرتدياً زي بابا روما قبيل انتخاب البابا الجديد، ليوحي أنه هو الرأس الأعلى للمسيحيين في العالم، وأنه هو الذي يقودهم وأنه هو مرجعيتهم، ولو أنه في ممارساته لا يشبه القيم المسيحية الحقيقية بشيء.
الصورة الثالثة هي التي نشرها البيت الأبيض مؤخراً وتصوّر ترامب بثياب “سوبرمان” لإضفاء صورة القوة الخارقة للرئيس الاميركي وأنه القادر على كل شيء.
أما نتنياهو فعبّر مرة عن اعتقاده بأن الله لم يحقق حلم إسرائيل الكبرى أو أرض الميعاد على يد أحد من القادة الصهاينة، ليكون هو من يحقق هذا الوهم التلمودي، وكأن توقيت الله يعمل على توقيت نتنياهو بذاته.
من هنا، يمكن فهم السياقات التي يعمل فيها الرجلان اللذان يعتقدان أنهما يمثلان الله على الأرض، ويجب بالتالي توقع كل شيء منهما انطلاقاً من تركيبتهما المَرَضية التي تجعلهما يتوهمان أنهما أعلى من كل البشر.
نعم تجب مواجهة “المرضى الذين يحكمون العالم” ليعود إلى انتظامه وإلا فسيبقى كل الكوكب أسير مرض نفسي لأشخاص معدودين.














