| رندلى جبور |
بكل الوسائل والسبل، المشروعة وغير المشروعة، تستمر المعركة ضد “حزب الله” من الداخل والخارج.
ليست مشكلة من يخوضون هذه المعركة أيديولوجية، ولا طائفية، ولا حتى متصلة بالسلاح بذاته.
فلو كان الحزب شيعياً موالياً للسياسة الصهيو ـ أميركية، لما اقترب أحد صوب سلاحه حتى لو بلغ حجم المنشآت والترسانة العسكرية الحدود القصوى، ولما رشقه أحد بوردة.
كل مشكلتهم معه هي أنه لا يُساق خلف سياساتهم، ولا يتقاسم معهم أطماعهم ومشاريعهم.
يكذبون على الناس حين يقولون إنهم خائفون عليهم من سلاحه.
بل هم منزعجون من أنه يقف في وجه أهوائهم الاستعمارية، ورغباتهم التوسعية نحو أرضنا وهويتنا.
لو وقف الشيخ نعيم غداً وقال لهم: “أنا معكم وسائر بسياساتكم”، لتركوا له سلاحه وزادوا عليه، ولصار الحزب بالنسبة لهم حالة سياسية مشروعة يدافعون عنها، فقط لأنها تدافع عنهم هم.
ولكن “حزب الله” لا يفعله،ا لأنه هو من يخاف على الناس وعلى الأرض والوطن.
وبالتالي المعركة مستمرة.. أمس واليوم.. بالحروب العسكرية والإعلامية والمالية والنفسية، وفي الغد القريب بأقلام الاقتراع.
وبالفعل، بدأ التحضير في غرف مغلقة، موزعة بين لبنان والخارج ـ كذا خارج ـ لمحاولة كسر “حزب الله” في انتخابات 2026 البرلمانية.
وهذا التحضير الجاري هو اعتراف صريح بأن “حزب الله” لا يزال قوة حاضرة، بل لا يزال الأقوى لدى الطائفة الشيعية إلى جانب حركة أمل.
فمن ينظر إلى حجم الأموال التي تُصرف، والحملات الإعلامية والإعلانية التي تُحضّر، وكمية الناس الذين يعملون ويُجنّدون من أجل “تشليح” الحزب بعض النواب، يفهم مدى حضور المقاومة، لأن الخصم لو كان ضعيفاً كما يدّعون، لما صرفوا كل تلك الأموال والجهود وحشدوا الطاقات من أجل محاولة ضربه.
هي محاولة تستهدف ـ بالمبدأ ـ الفوز بستة نواب شيعة من خارج الثنائي، ولو كانوا قادرين على أكثر لكبّروا حجر طموحهم.
هذا جلّ الطموح: ستة نواب شيعة وعدد كبير من النواب المسيحيين والسنّة والدروز غير البعيدين عن الأميركيين، في مسعى لنيل أكثرية تمكّنهم من استجلاب رئيس مجلس من غير الحزب والحركة.
وصحيح أن الثنائي حاضر بقوة في بيئته، إلا أن المطلوب منه أن لا ينام على حرير، ويفتح عيونه جيداً لما يُحضَّر، لأن ما لم يحققوه بالحرب، سيحاولون تحقيقه بالسلم.
العمل واجب وعلى كل الجبهات، تلك المشتعلة، وتلك الفوق الطاولة وتحتها.














