كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، استنادًا إلى تحليل صور جوية حديثة التُقطت مؤخرًا، أن أحد الصواريخ الإيرانية أصاب بشكل مباشر مقر وزارة الحرب الإسرائيلية، المعروف باسم “الكرياه”، في “تل أبيب”، خلال المواجهة الأخيرة بين طهران وتل أبيب، في تطوّر يعدّ الأول من نوعه ويُشكّل ضربة قاسية لأحد أبرز رموز القيادة العسكرية في إسرائيل.
وبحسب ما نقله موقع واللا العبري عن صحيفة تلغراف، فإن الضربات الإيرانية لم تقتصر على “الكرياه”، بل طالت أيضًا معسكرات وقواعد رئيسية للجيش الإسرائيلي في الشمال والوسط والجنوب، من بينها قاعدة “تل نوف” الجوية ومعسكر “غليلوت” الذي يضم وحدة 8200 الاستخباراتية، إحدى أبرز أذرع التجسس الإلكتروني في الكيان المحتل.
وبالرغم من خطورة الضربات، امتنعت السلطات الصهيونية عن نشر أي تفاصيل حولها، بسبب قرار صادر عن الرقابة العسكرية بمنع التداول الإعلامي الداخلي، بينما استندت المعلومات إلى تحليل خبراء من جامعة أوريغون الأميركية الذين فحصوا صور الأقمار الصناعية بدقة.
وتُعد قاعدة “تل نوف”، الواقعة جنوب شرقي مدينة يافا المحتلة، من أبرز القواعد الجوية في إسرائيل، وتضم ستة أسراب، من بينها:
- سربا طائرات مقاتلة من طراز F-15
- سرب طائرات مروحية “يسعور”
- سربا طائرات بدون طيار من نوع “هيرون-TP” (إيتان)، أحدهما خاص بدولة ألمانيا ضمن اتفاقية عسكرية
- سرب اختبارات الطيران في سلاح الجو الإسرائيلي
- الوحدة 555 الخاصة بالحرب الإلكترونية المحمولة جوًا
وتحتوي القاعدة على أربعة مدارج للطيران، ويقع بالقرب منها مركز اختبار الطيران “مانات” والمقر الرئيسي للقوات المظلية، إضافة إلى ما يُعتقد أنه مستودعات أسلحة نووية سرّية.
أما معسكر “غليلوت”، فيقع شمال “تل أبيب”، قرب مدينة هرتسيليا، ويُعرف بكونه العمود الفقري للاستخبارات الإسرائيلية. يضم المعسكر:
- المقر الرئيسي لوحدة 8200 المتخصصة بالتنصت الإلكتروني وفك التشفير
- وحدة 9900 المسؤولة عن جمع المعلومات عبر الأقمار الصناعية
- المقر المركزي لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”
- مدرسة “أمان” الاستخباراتية
- كتيبة الاتصالات
- صحون لاقطة عملاقة وهوائيات اتصالات ضخمة
- مركز صيانة تقني
كما يقع بجوار المعسكر أحد مقار جهاز الاستخبارات الخارجية “الموساد”، إضافة إلى مركز التراث الاستخباراتي.
ويُعد استهداف هذه المنشأة تطورًا نوعيًا من حيث القدرة الاستخبارية لإيران على تحديد مواقع حساسة بهذا الحجم، فضلًا عن فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية في صد هذه الهجمات.
وبحسب مراقبين، فإن هذه الضربات، سواء المعلنة أو المُتكتَّم عليها، تُشكل رسالة واضحة من إيران حول قدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي، واستهداف مفاصل القيادة والسيطرة، وهو ما يثير تساؤلات حول الجاهزية الدفاعية الإسرائيلية، وجدّية التهديدات القادمة في حال تطورت المواجهة إلى حرب شاملة.














