| رندلى جبور |
منذ التفجير الإرهابي الذي طاول كنيسة مار الياس، في حيّ الدويلعة في دمشق، وأودى بحياة حوالى خمسة وعشرين مصلّياً، أقفلت الأبواب الرئيسية للكنائس في العاصمة السورية، وبات المؤمنون يدخلون من الأبواب الجانبية.
هو إجراء أمني موقّت لئلا يتسلّل الإرهابيون مرة جديدة إلى البيوت المقدّسة للمسيحيين، ونوع من حماية ذاتية تحت نظر الأمن العام السوري، لتقليل المخاطر.
ولكن من هذه الأبواب الجانبية نستشف الكثير في السياسة والمجتمع، وفي ما حِيك ويُحاك ضد سوريا المتنوعة الحاضنة لكل الكيانات والخصوصيات، والتي يفترض أن تسير على طريق جلجلتها إلى القيامة لا إلى الجحيم.
يا لها من صورة مدوّية، لا يمكن المرور عليها ببساطة: المسيحيون يدخلون إلى بيت الله من الباب الجانبي في أقدم عواصم التاريخ وإحدى أوائل المناطق التي عاش فيها المسيحيون.
هل تراهم وهم يدخلون “جنّابي” إلى بيت أبيهم السماوي، سيسيرون في أحياء بلدهم من دون “تلفّت”؟
وهل سورياهم لا تزال سورياهم، هم المشرقيون الأصيلون؟
وهل سيدخلون الأماكن العامة مطمئنين، وسيشربون خمرهم كما كانوا يفعلون؟
هل سيلتحقون بالحكم والسلطة مثلهم مثل مكوّن “أبو محمد الجولاني”؟
هل حقاً يشعرون بالطمأنينة والأمان في ظل هذا النظام؟
هل سيبقى شعورهم بالانتماء، فيما الأبواب الرئيسية مغلقة أمامهم؟
ربما هذه الصورة الساطعة بقوّتها ومعانيها وانسلاخها عن الأصل، هي التي دفعت بالبطريرك الأرثوذكسي يوحنا العاشر يازجي أن يرفع “سوطه” على شكل صوت في وجه الحكومة السورية الحالية أن: “ترحّمي على ذاتك، فأنت المسؤولة”!