وذكرت معلومات «الجمهورية»، إنّه بعد المشاورات العلنية وغير العلنيّة بين الرؤساء حول الورقة الأميركية، وكذلك مع الطرف الأساسي المعني بالورقة أي «حزب الله»، تقرّر ان يُصار إلى دراسة مفصّلة للورقة الأميركية بكل مراميها وأبعادها وتأثيراتها، ومتأنية للجواب اللبناني الذي سيتمّ إبلاغه للموفد الأميركي في زيارته الثانية المقرّرة إلى بيروت، وصياغته بصورة تراعي كل الاعتبارات والضرورات ومصلحة لبنان واستقراره بالدرجة الاولى».
ولم يحدّد مصدر معني بالورقة الأميركية موعداً لوضع أسس الجواب اللبناني، لأنّ الأمر دقيق للغاية، وقال لـ«الجمهورية»: «أشيع الكثير حول الطرح الاميركي، وانّ لبنان ملزَم بالتجاوب مع مضمونها، وانّ ثمة اتفاقات مبدئية قد تمّ بلوغها، ولاسيما في ما يتعلق بسلاح «حزب الله»، فكل ذلك ليس دقيقاً، ومن شأنه التشويش وتعقيد الامور أكثر مما هي معقّدة. هناك طرح أميركي، لا اقول انّه قد يؤدي إلى حل سريع أو قد يؤدي الى مشكل، فالطرح قيد النقاش، والمسألة ليست بسيطة، وموضوع السلاح تحديداً ليس بالسهولة التي يتحدّث عنها البعض، بل هو بالغ التعقيد، وأفقه ليس واضحاً، علماً انّه قد سبق لرئيس الجمهورية أن حدّد المسار المتعلق بحسم قضية السلاح».
ورداً على سؤال، اكّد المصدر انّ «التوجّه الطبيعي من النقاش الجاري، هو التمهيد لموقف سيصدر بإجماع الرؤساء الثلاثة، وما يهمّ لبنان، هو الاستقرار الداخلي، وبدرجة أولى، وقف العدوان الإسرائيلي عليه، وإلزام اسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة والالتزام باتفاق وقف اطلاق النار».
الّا انّ مصدراً آخر معنياً بالورقة الأميركية، عبّر عن أجواء تشاؤمية حيال ملف السلاح، وخصوصاً في ظل ما سمّاه «الموقف المتصلّب لـ«حزب الله»، ولاسيما الموقف الأخير لأمينه العام الشيخ نعيم قاسم، الذي ردّ بصورة مباشرة على طلب سحب سلاح الحزب بقوله: «هل هناك أحد عنده عقل ويفكر بسحب السلاح».
وقال المصدر انّ مصاعب وتعقيدات كبرى في الطريق، ولا يبدو انّ «حزب الله» في وارد التراجع عن موقفه او تليينه، وهذا يعني انّ الأفق مفتوح على ضغوط قد تُمارس على لبنان، وبالأصح ضغطاً مزدوجاً، من قبل الأميركيين من جهة، ومن قبل الإسرائيليين، عبر تصعيد اعتداءاتهم. نحن في موقف حرج، والإسرائيلي يتعامل مع لبنان كخاصرة رخوة يستطيع ان يفعل فيها ما يشاء».
إلى ذلك، ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» حول ما أعلنه برّاك من أنّ السلام بين لبنان وإسرائيل بات ضرورياً، وما كشفه وزير الخارجية الإسرائيلية جدعون ساعر بأنّ اسرائيل تسعى إلى سلام مع لبنان، قال مرجع كبير لـ«الجمهورية»: «لا يوجد سبيل للسلام مع إسرائيل. فالسلام مع إسرائيل يعني الاستسلام لها، وهذا ما يريدونه، ولذلك يبتزوننا بالضغوط وبالاقتصاد وبمنع إعادة الإعمار وبالعدوان وبالاغتيالات المتواصلة، ونحن بالتأكيد لن نستسلم».














